الوحدة 8200..أعمالٌ قذرة وعقدة من حرب 73

تل أبيب: بثت القناة العاشرة من التلفزيون الإسرائيلي تقريراً مطولاً عن وحدة الاستخبارات 8200 التابعة لجيش الاحتلال، ورغم أن القناة ذكرت في مطلع التقرير أن الوحدة المذكورة فشلت قبل تسعة وثلاثين عاما بتقديم إنذار مبكر لقادة إسرائيل حول نية الجيشان المصري والسوري الهجوم على جيش الاحتلال ما أسفر في النهاية عن طرد جيش الاحتلال من شبه جزيرة سيناء، إلا أنها زعمت أن اسم الوحدة 8200 بات رديفاً لكلمة عبقري ومتفوق بالإضافة إلى أنها تعتبر جواز سفر في نظر الشبان الإسرائيليين الراغبين بالتحول إلى أصحاب الملايين حيث أن الكثير ممن خدموا في هذه الوحدة تحولوا إلى أصحاب ملايين بفضل الخبرات العلمية في مجال الالكترونيات والحاسوب التي اكتسبوها خلال خدمتهم العسكرية.

وكشفت القناة انه سمح لها بالتصوير داخل مقر الوحدة في سياق إعداد تقريرها، وقالت إن من يتابع تدريب أفراد الوحدة يظن أنهم وحدة عادية في سلاح المشاة ولكن بعد أن تسيطر هذه الوحدة على أي موقع تبدأ بنصب مجسات ولواقط الكترونية.

وبحسب القناة فإن تقريرها سيساهم بتغيير الصورة النمطية عن وحدة الاستخبارات 8200 السائدة لدى الإسرائيليين حول الجنود الذين يؤدون خدمتهم العسكرية في الوحدة، حيث يعتقد خطأً الكثيرين أن جنود الوحدة مجرد شبان عباقرة يرتدون نظارات ويجلسون خلف حواسيب وليس بإمكانهم القتال وفقاً لما قاله مراسل القناة. وقال قائد الوحدة لمراسل القناة العاشرة:" الواجب الملقى على الوحدة 8200 هو توفير المعلومات لقادة الجيش وللمستوى السياسي والقوات العاملة في الميدان".

ويشير مراسل القناة ألون بن دافيد إلى أن" وحدة 8200 تحولت من وحدة متواضعة كانت متخصصة بالتصنت على خطوط الهواتف إلى وكالة استخبارات هائلة لجمع المعلومات الالكترونية من مختلف الأنواع، وكان عمل الوحدة متعلق بالسابق بتوفير إنذارات حول احتمالات اندلاع الحرب، أما اليوم فقد تحول جزء كبير من عمل الوحدة إلى مجال مكافحة الإرهاب".

وقال قائد الوحدة وهو ضابط برتبة عقيد لم تكشف القناة عن هويته:" هناك الكثير من التقارير التي تنشر عن الوحدة بين الفينة والأخرى، بعض هذه التقارير ينسب إلينا قدرات تكنولوجية وتنفيذية هائلة وجزء من هذه الأمور بإمكاننا تأكيده وبعض الأمور لا نستطيع تأكيدها".

وتؤكد القناة العاشرة أن وحدة الاستخبارات 8200 اكبر وحدة في الجيش الإسرائيلي حيث أدى الخدمة العسكرية فيها عشرات الآلاف من الإسرائيليين في الماضي ويخدم الآلاف فيها الآن .

ويعقب المراسل العسكري ألون بن دافيد على أقوال قائد الوحدة السابقة بالقول:" إن هذا القائد يتواضع فبحسب معلومات نشرتها وسائل إعلام أجنبية فإن وحدة 8200 طورت بالتعاون من الاستخبارات الأمريكية الفايروسات التي هاجمت الحواسيب الإيرانية وألحقت بها أضرارا بالغة ".

وعندما يسأل المراسل قائد الوحدة "باختصار من يؤدي الخدمة العسكرية لديكم يشارك بتنفيذ عمليات أكثر من وحدة الأركان وهي وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي"؟، يجيب القائد بالقول: المقارنة مع وحدة الأركان ليست موضوعية هم يفعلون القليل ولكن بجودة عالية ونادرة ونحن نعمل بسرعة وبطريقة قذرة" ويستوضح المراسل ما يعني بالقذرة فيقول القائد:" لان غالبية أعمالنا هي تصفية الإرهاب ويتوجب علينا الرد بسرعة خلال ساعات معدودة".

وتوضح القناة سبب سماح الجيش له بإعداد التقرير عن الوحدة 8200 بالقول أن الحاجة إلى المعلومات لدى الجيش تتزايد كل يوم ولذلك فإنهم يكشفون عن وجود الوحدة وطريقة عملها من اجل جذب جنود جدد الى صفوف الوحدة. وتزعم القناة أن التهديدات المحدقة بإسرائيل والتي تبدأ من:" المخرب الفلسطيني وحتى تنظيم القاعدة القادم من أفغانستان وحتى المهندس الكوري الشمالي الذين يزود دولا بالشرق الأوسط بالتكنولوجيا النووية والصورايخ".

ورغم إن تقرير القناة العاشرة عن الوحدة تمحور حول قدرات وتميز الوحدة ولكن ذلك لم يحل دون التذكير أن وحدة الاستخبارات 8200 فشلت فشلا ذريعاً قبل تسعة وثلاثين عاما في الحصول على إنذارات حول نية الجيش المصري المبادرة إلى حرب رمضان التي انتهت بطرد الجيش الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وتؤكد القناة في هذا السياق أن صدمة تلك الحرب حفرت في وعي الوحدة.

وقال قائد الوحدة عن تلك الحرب للقناة:" لقد كانت حدثاً مؤثر جداً في حياة الوحدة التي أقودها وبالطبع هناك الكثير من النقاشات التي لن تنتهي، ولكن هذه الحرب علمتنا أن نشك في كل المعلومات التي بحوزتنا وان نشك بمعرفتنا من اجل أن نضع أنفسنا دوما في بؤرة التحدي ومن اجل الحيلولة دون أن نتعرض مجددا للمفاجأة ولكن يجب لا نوهم أنفسنا بأنه لايمكن مفاجئتنا ولذلك يجب آن نكون جاهزين لاحتمال تعرضنا لمفاجأة ويجب أن نضع كل الخطط للاستجابة لمثل هذه المفاجآت".

زمن برس

ــــــــــــــــــــــــــــ

م م