4 دوافع تُقرّب حزب الله من الحرب مع اسرائيل

بقلم: 

تجري الأحداث والمواقف في المنطقة منذ عام 2011 بشكل متسارع ومُتلاحق وغير متوقع، لدرجة أن كثيراً من المراقبين والسياسيين لم يكن باستطاعتهم أن يتنبأوا بما سيحدث في اليوم التالي، حتى تجلت التدخلات والمحاور وتحولت من شكلها غير المباشر إلى المباشر في الأزمات العربية ولا سيما في سوريا والعراق واليمن، وغيرها.

هذه التدخلات المباشرة، دفعت مجلس التعاون الخليجي وبعده الجامعة العربية لتصنيفه ضمن قائمة "الإرهاب"، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول تداعيات هذه الخطوة على الحزب وكذلك على حل الأزمات بالمنطقة العربية.

باعتقادي، أن تصنيف دول عربية للحزب ضمن قائمة الإرهاب، يُعتبر حاجة جديدة تُضاف إلى 3 حاجات أخريات للخروج من 4 أزمات باتت تلمُّ بالحزب الآن، وتجعله طالباً للحرب مع اسرائيل، وإن حاول أن يُظهر نفسه أنه سيذهب إليها مُغرماً ومُضطراً ورداً على تجاوز حكومة تل ابيب "للخطوط الحمر". وتتمثل الأزمة الأولى بعامل داخلي لبناني، وللخروج منها يريد استثمار الحرب القادمة ونتائجها لتعزيز وجوده كلاعب أقوى في السياسة اللبنانية وتحديد شكل ومواصفات الرئيس القادم.

وأما الأزمة الثانية: فهو يريد أن يرد على خصومه من دول خليجية وعربية صنفته في قائمة "الإرهاب" أنه ليس كذلك، بل هو حزب "مُقاوم"، وبالتالي يبتغي إعادة المصداقية لذاته من بوابة حرب قادمة مع اسرائيل، تحت عنوان أنه لا زال على نهج المقاومة، خاصة بعد انخفاض شعبيته في صفوف الشعوب العربية ارتباطاً بدوره في القتال الى جانب النظام السوري في وجهة المعارضة، ودعمه للمعارضة في البحرين، والحوثيين في اليمن. 
وأما الثالثة فهي مرتبطة بالسابقة، ولكنها تهدف ايضاً إلى المحافظة على انصار الحزب الذين طالبوه بالرد على اغتيال اسرائيل للقيادي سمير القنطار بسوريا في أواخر ديسمبر الماضي.

فيما تتعلق الأزمة الرابعة والأخيرة بالقيود الأمريكية المفروضة على الحزب وخاصة بعد تشديد الكونغريس الرقابة على مصادره التمويليه وعلى حساباته في المصارف اللبنانية، في الفترة الأخيرة، ما تسبب بتتضيقات مالية له، كما يقول مطلعون.

إذاً هي 4 حاجات للحرب الجديدة مع اسرائيل كي يخرج حزبُ الله من 4 أزمات، رغم استبعاد البعض لها كون الحزب غارق في مستنقع سوريا منذ سنوات، ولا يستيطع فتح جبهة جديدة الآن تعود عليه بآثار سلبية.

لكن الحرب القادمة التي يقول الاعلامي المقرب من حزب الله فادي منصور إنها "باتت حتمية" لن يفتعلها الحزب، وسط ترجيح بوقوعها في غضون سنة إلى سنتين، ارتباطاً بالآنية الخادمة للحزب، ولكنني في المقابل أرى أنها ستكون آخر حرب يخوضها الحزب مع تل ابيب، وسيتمكن الحزب من ايلام الدولة العبرية، وتحقيق انتصارات معينة، تكون مادة دسمة له للخروج من الأزمات السابقة، مع تدخل أممي، يتم بموجبه اخراج الحزب من دائرة المواجهة مع اسرائيل للأبد، لأنه بموجب تلك الحرب المفترضة والتي سيستخدم فيها الحزب الصواريخ وقوات برية هجومية، ما سيمكنه من تحرير اراضٍ لبنانية، الأمر الذي يعني انتهاء مبرر المواجهة بهندسة روسية أمريكية وبموافقة ايران والنظام السوري، دون أن يعني ذلك في نفس الوقت أن يتحول ذلك الحزب ل"صديق" لإسرائيل، لا، لن يحدث ذلك منطقياً وواقعياً، ولكن العلاقة تتحول إلى "مهادنة".

ويشترك مقربون من حزب الله في وصف الحرب القادمة التي يستعد لها الحزب "بالأخيرة"، في ظل تأهب نحو "41 ألف" مقاتل من الحزب، وتحضير الصواريخ اللازمة، وتحديد مواقع المنشآت النووية والغازية الإسرائيلية التي ستتسبب بتهجير 100 الف اسرائيلي يعيشون قربها، حسب ما يتحدثون عنه في الأروقة الإعلامية والسياسية، كما ويروجون ل "خطة الجليل" التي أعدها الحزب وتهدف الى تسكين 500 ألف فلسطيني لاجئ في منطقة الجليل بعد تحريرها في الحرب البرية المُفترضة.

ومن الضرورة بمكان أن أنوه هنا إلى النائب اللبناني السابق المعروف بتوجهاته القومية الذي أشار خلال إحدى حواراتي الإذاعية معه إلى وجود اتفاق أمريكي روسي سري في فيينا يقضي بصياغة نظام إقليمي جديد يضمن "السلم" بالمنطقة، وأنا لا استبعد أن تؤدي مخرجات الحرب المرتقبة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى ما اتفقت عليه الدولتان العُظمتان.4 دوافع تُقرّب حزب الله من الحرب مع اسرائيل

بقلم: أدهم مناصرة
تجري الاحداث والمواقف في المنطقة منذ عام 2011 بشكل متسارع ومُتلاحق وغير متوقع، لدرجة أن كثيراً من المراقبين والسياسيين لم يكن باستطاعتهم أن يتنبأوا بما سيحدث في اليوم التالي، حتى تجلت التدخلات والمحاور وتحولت من شكلها غير المباشر إلى المباشر في الأزمات العربية ولا سيما في سوريا والعراق واليمن، وغيرها.

هذه التدخلات المباشرة، دفعت مجلس التعاون الخليجي وبعده الجامعة العربية لتصنيفه ضمن قائمة "الإرهاب"، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول تداعيات هذه الخطوة على الحزب وكذلك على حل الأزمات بالمنطقة العربية.

باعتقادي، أن تصنيف دول عربية للحزب ضمن قائمة الإرهاب، يُعتبر حاجة جديدة تُضاف إلى 3 حاجات أخريات للخروج من 4 أزمات باتت تلمُّ بالحزب الآن، وتجعله طالباً للحرب مع اسرائيل، وإن حاول أن يُظهر نفسه أنه سيذهب إليها مُغرماً ومُضطراً ورداً على تجاوز حكومة تل ابيب "للخطوط الحمر". وتتمثل الأزمة الأولى بعامل داخلي لبناني، وللخروج منها يريد استثمار الحرب القادمة ونتائجها لتعزيز وجوده كلاعب أقوى في السياسة اللبنانية وتحديد شكل ومواصفات الرئيس القادم.
وأما الأزمة الثانية: فهو يريد أن يرد على خصومه من دول خليجية وعربية صنفته في قائمة "الإرهاب" أنه ليس كذلك، بل هو حزب "مُقاوم"، وبالتالي يبتغي إعادة المصداقية لذاته من بوابة حرب قادمة مع اسرائيل، تحت عنوان أنه لا زال على نهج المقاومة، خاصة بعد انخفاض شعبيته في صفوف الشعوب العربية ارتباطاً بدوره في القتال الى جانب النظام السوري في وجهة المعارضة، ودعمه للمعارضة في البحرين، والحوثيين في اليمن. 
وأما الثالثة فهي مرتبطة بالسابقة، ولكنها تهدف ايضاً إلى المحافظة على انصار الحزب الذين طالبوه بالرد على اغتيال اسرائيل للقيادي سمير القنطار بسوريا في أواخر ديسمبر الماضي.
فيما تتعلق الأزمة الرابعة والأخيرة بالقيود الأمريكية المفروضة على الحزب وخاصة بعد تشديد الكونغريس الرقابة على مصادره التمويليه وعلى حساباته في المصارف اللبنانية، في الفترة الأخيرة، ما تسبب بتتضيقات مالية له، كما يقول مطلعون.

إذاً هي 4 حاجات للحرب الجديدة مع اسرائيل كي يخرج حزبُ الله من 4 أزمات، رغم استبعاد البعض لها كون الحزب غارق في مستنقع سوريا منذ سنوات، ولا يستيطع فتح جبهة جديدة الآن تعود عليه بآثار سلبية.

لكن الحرب القادمة التي يقول الاعلامي المقرب من حزب الله فادي منصور إنها "باتت حتمية" لن يفتعلها الحزب، وسط ترجيح بوقوعها في غضون سنة إلى سنتين، ارتباطاً بالآنية الخادمة للحزب، ولكنني في المقابل أرى أنها ستكون آخر حرب يخوضها الحزب مع تل ابيب، وسيتمكن الحزب من ايلام الدولة العبرية، وتحقيق انتصارات معينة، تكون مادة دسمة له للخروج من الأزمات السابقة، مع تدخل أممي، يتم بموجبه اخراج الحزب من دائرة المواجهة مع اسرائيل للأبد، لأنه بموجب تلك الحرب المفترضة والتي سيستخدم فيها الحزب الصواريخ وقوات برية هجومية، ما سيمكنه من تحرير اراضٍ لبنانية، الأمر الذي يعني انتهاء مبرر المواجهة بهندسة روسية أمريكية وبموافقة ايران والنظام السوري، دون أن يعني ذلك في نفس الوقت أن يتحول ذلك الحزب ل"صديق" لإسرائيل، لا، لن يحدث ذلك منطقياً وواقعياً، ولكن العلاقة تتحول إلى "مهادنة".

ويشترك مقربون من حزب الله في وصف الحرب القادمة التي يستعد لها الحزب "بالأخيرة"، في ظل تأهب نحو "41 ألف" مقاتل من الحزب، وتحضير الصواريخ اللازمة، وتحديد مواقع المنشآت النووية والغازية الإسرائيلية التي ستتسبب بتهجير 100 الف اسرائيلي يعيشون قربها، حسب ما يتحدثون عنه في الأروقة الإعلامية والسياسية، كما ويروجون ل "خطة الجليل" التي أعدها الحزب وتهدف الى تسكين 500 ألف فلسطيني لاجئ في منطقة الجليل بعد تحريرها في الحرب البرية المُفترضة.

ومن الضرورة بمكان أن أنوه هنا إلى النائب اللبناني السابق المعروف بتوجهاته القومية الذي أشار خلال إحدى حواراتي الإذاعية معه إلى وجود اتفاق أمريكي روسي سري في فيينا يقضي بصياغة نظام إقليمي جديد يضمن "السلم" بالمنطقة، وأنا لا استبعد أن تؤدي مخرجات الحرب المرتقبة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى ما اتفقت عليه الدولتان العُظمتان.