إما تنجح مصالحة قطر أو تبدأ الحرب والفوضى في فلسطين‎

بقلم: 

اسرائيل في مأزق حقيقي ..عندما تحدثت في ثلاث مقالات سابقة عن مصالحة قطر كنت أقدم لسيناريوهات ايجابية نوعا ما ونسبية الايجابية وليس المطلقة
المشهد الفلسطيني تلتقطه قطر في اللحظة المناسبة بالتأكيد ولكن بالتأكيد الأكبر لا تلتقطه للصالح الفلسطيني بل انتظر الجميع لوصول الحالة الفلسطينية لمرحلة التسييح للبلاستيك الفلسطيني لإعادة التشكيل  وصب القوالب كما خططت لها اسرائيل والغرب بقيادة الولايات المتحدة للمستقبل الفلسطيني وكما كان في دول الفلتان والحروب لدول الطوق حتى الدمار وجاء الدور على فلسطين .. وأسباب التدخل القطري والعربي التابع هي نفس أسباب التدخل في سوريا وليبيا والعراق واليمن وأهمها البوصلة الاسرائيلية وضمان مستقبل دولة اسرائيل وباقي الاسباب ثانوية رغم جوهريتها وقد تكون أسباب لاستحداث أدوات التدخل من خلالها مثل موضوع السنة والشيعة والغاز  وجماعات الاسلام السياسي.
الحالة الفلسطينية قدم لها منذ ما يقارب عقد من الزمن وفشلت بعض أركانها بغياب حكم الاخوان في مركزهم في مصر والانتكاسة التي منوا فيها بقدوم السيسي والجيش المصري لتفلت  مصر من خطة الفوضى الخلاقة بأعجوبة ولكن ماذا عن فلسطين وباختصار:
1 انقسام بمباركة ودعم قطر
2 نقل قيادة حماس من موقعها من سوريا إلى قطر
3 المساعدات والمشاريع القطرية المستمرة قبل وبعد زيارة  أمير قطر لغزة
4 تخريب الدور المصري في المصالحة
5 انتفاضة القدس
6 امكانية غياب عباس القريب عن السلطة المركزية في رام الله
7 الواقع المطلوب في فلسطين بعد عباس
8 ماذا تريد اسرائيل وأميريكا لتنفيذه من قبل قطر
9 استوى عدس الفلسطينيين بالفقر والعوز والتشرذم وسوء العلاقات مع الآخرين والعالم من قبل السلطتين
10 والاعتراف بالدولة والذهاب لمحكمة جرائم الحرب والامم المتحدة
من كل هذا نرى أن تحرك أصحاب الفوضى الخلاقة وعلى رأسهم قطر يأتي في الوقت المحدد للتدخل لمحاولة فرض المصالحة على عباس وحماس أو تمرير ما تريد قطر من عباس وحماس بعد تدهور علاقات الطرفين مع خصر وهذا ما كان مطلوبا لقطر لاستعادة التأثير على أصدقائها عباس وحماس ولكن هل النوايا صادقة لمصلحة الشعب الفلسطيني ؟ قد يكون ذلك في سياق عملية ضعيفة لا تشكل خطرا على اسرائيل ولكن الأهم من ذلك فيما لو صحا الحمساويون للطابق وفهموا وقد يصحا عباس أيضا وفهم واكتشف الطرفان أن  المطلوب من المصالحة أولا وقف انتفاضة القدس  وثانيا عدم استكمال مشروع الدولة على الأرض وفي أروقة الامم المتحدة وثالثا ملكية قطر في تشكيل القيادة الفلسطينية الجديدة فماذا هم فاعلون ؟
هل سيوافقون ويدخلونا في فم الحوت الاسرائيلي من جديد أو يرفضون كليهما أو يرفض أحدهما وهنا ستفجر قطر الصاعق ويدخلونا في بطن الحوت الاسرائيلي وتبدأ اسرائيل الحرب وتبدأ الفوضى في الضفة الغربية وقطاع غزة لأن الهدف من كل المحاولات الجارية هي كسر الموقف الفلسطيني وخاصة انتفاضة القدس والدولة ومأسستها واعتراف العالم بها  وهذا ما لا تريده اسرائيل فإن لم تنجزه قطر ويرضخ الفلسطينيون أو تبدأ الحرب سواء على غزة أو على الضفة الغربية أو كليهما .. القادم من سيء  إلى أسوأ فإما تنازل عن الانتفاضة والدولة وإما الحرب والفوضى .. هذا ما تحاول فعله المصالحة القطرية بعد رضى الطرفين بنقل ملف المصالحة من مصر ألى قطر وأعانك الله يا شعب فلسطين على ما وصلت إليه وما أوصلك إليه قادتك ..   هل تتسع الانتفاضة بعد عملية شرطي رام الله أم بدأت اسرائيل في حصار الانتفاضة بعملية المصالحة في قطر ؟