جبريات المستقبل الفلسطيني ومحادثات قطر

بقلم: 

عن آخر صيحات إنهاء الانقسام في محادثات فتح وحماس في قطر الأيام الماضية  يقول محمد الحوراني نائب أمين المجلس الاستشاري الفتحاوي وهو رجل من الشخصيات المنسجمة مع ذاتها والتي تحظى بقبول غير مشوش لدى الفلسطينيين وأنا واحد منهم.
يقول محمد الحوراني في لقائه مع دنيا الوطن " هناك مراجعة نقدية لبعض المسائل التي حدثت في الفترة الأخيرة معتقداً على حد قوله أن كل الأطراف الفلسطينية بدأت تتعلم أنه لابد للفلسطينيين أن يتوحدوا على أساس سياسة واقعية يقبلها العالم العربي والغربي من أجل إنهاء الانقسام" وهنا نقول بدري لسا قياداتنا بتتعلم والشعب واكل طين !!
ما عبر عنه الحوراني في مطلع لقائه لا ينسجم مع الفقرة التي بدأنا بها مقالنا والتي أنهى بها اللقاء حسب دنيا الوطن فما تحدث فيه السيد الحوراني  هو بالطبع ما تحمله رؤية القيادة الفلسطينية وهو تحدث عن مسائل مهمة ولكن برؤية كلاسيكية تقادمت مع تعمق الحالة الفلسطينية وانغماسها الجديد في تحالفات خارجية تفرض عليها أجندات جديدة تعيق بالتأكيد النظرة القديمة بشأن محورين أساسيين قال إنه يحمل أفكارا محددة عنها وهي الطريق الصحيح لإنهاء الانقسام "أولها" الاتفاق على  البرنامج السياسي وبالتأكيد يتحدث عنها الحوراني بلسان رئيس السلطة وحركة فتح التي ركبت في تحالف السعودية كما قيل في محاربة الارهاب ولم تركبه حماس بعد وعليه نحن أصبحنا أتباع برنامج سياسي آخر غير الذي يقصده السييد فالبرنامج السياسي الواقعي على الأرض هو برنامج الانتفاضة في وجه الاحتلال وليس برنامج فتح ولا حماس السابقين  فعلام يتفاوضون في قطر وتركيا؟؟ والأنكى من ذلك الاعلان المتماحك بمصر بعد استقواء عباس بوجوده في تحالف السعودية بتغييب دور مصر في المصالحة ونقله لقطر وتركيا رغم القول الفج بأن قطر وتركيا عبارة عن مكان فقط للمحادثات وهو ما يصعد التأزم في العلاقة مع مصر الشقيقة التي بدونها لن تكون مصالحة أصلا.
أما المحور "الثاني" الأساسي فهو محور فلسطيني خالص ليس له علاقة بالآخرين وهو عمل إجرائي يتعلق بالانتخابات الفلسطينية رغم بقاء الفكر الفصائلي الاستحواذي على ما هو بشأن الوطن دائرة انتخابية واحدة وهنا رغم مميزات هذا النظام الانتخابي كما ذكرها الحوراني وكما يقول "المحور الثاني للحوار كان حول إمكانية انطلاق انتخابات رئاسية وتشريعية على أساس الدائرة الواحدة، وهذا يعني أن يكون تصويت المواطن الفلسطيني سيكون على أساس وطن وهذا يجنبنا التصويت الجهوي الذي ينتج معه كل أمراض مجتمعنا على حد قوله. وأضاف النائب أمين المجلس الاستشاري لحركة فتح " التصويت بهذه الطريقة من شأنه أن يكسر الثنائية القائمة بين حركتي فتح وحماس ويتيح للقوى الفلسطينية الأخرى ذات الحجم الأصغر تمثيل عادل". وأوضح أن التمثيل العادل سيضمن وجود كل القوى الفلسطينية بتمثيل متوازن وعادل تحت قبة البرلمان القادم، مشيراً أن بالانتخابات الشعب الفلسطيني هو الذي يختار من يحكمه وكيف يحكمه وعلى أساس أي برنامج وهذا سيمنع أي تدخل خارجي إقليمي أو دولي أو إسرائيلي على حد قوله."
وتعليقنا على الدائرة الواحدة هو لماذا تتبنى القيادة إعادة الاعتبار والتواجد للفصائل والأحزاب الصغيرة الميتة والتي تشكل عبئا على الخارطة السياسية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولا تفعل شيئا إلا اللعب على المتناقضات والحصول على الوظائف واستمرار علاوات ورواتب قادتها دون تمتعها بالشعبية والاحترام في الشارع الفلسطيني وهي أداة استخدام للسلطة وليست أحزابا مستقلة ولا تستطيع أن تكون مستقلة وهي انتقلت من حالة التآكل والانقراض إلى حالة اللا وجود وتشكل حاجزا مانعا لظهور حركات وأحزاب جديدة قد تكون أكثر فائدة للنظام السياسي الفلسطيني وخدمة لشعبنا، وأيضا عن أي نظام ديمقراطي يتحدث الحوراني الذي يحمل رؤية نظام ذهب لتحالف قد يجر الحرب علينا دون استشارة أحد من المجلس التشريعي أو اللجنة التنفيذية.
من كل هكذا محاولات وفكر متهالك وارتباك وتخبط  للقادة الفلسطينيين بكل تلاوينهم نقول إن المستقبل الفلسطيني يحمل ثلا ث جبريات :
1- لن تكون مصالحة بين فتح وحماس  أو بالأحرى بين السلطتين في غزة ورام الله بالمطلق إلا بسقوط إحدى السلطتين بالقوة.
2- تطور الحالة المضطربة بين التحالف السعودي والإيراني وخاصة في انعكاسها على فلسطين قد يقود إلى ما يشبه الحالة اليمنية والوضع من السهولة بمكان للعمل على ذلك والاشتباك في لحظة تريدها ايران أو السعودية حيث لتلك الدولتين في فلسطين من يستطيع تحويلها إلى يمن جديد.
3- في حالة ثبوت ركوب حماس التحالف الايراني سيكون من السهل فتح معركة من نوع آخر قد تضطر السعودية وسلطة رام الله وإسرائيل سرا من الاشتباك مع حماس للقضاء عليها وستكون بيضة القبان في ذلك حركة الجهاد التي ستصبح مجبرة على موقف في غاية التعقيد فإما اللجوء لتحالف إيران مع حماس وهذا سيطيل المعركة لأن تحالف به قوتان مثل حماس والجهاد على الأرض وايران وخاصة في غزة ولكن هناك احتمال آخر ضئيل في أن تأخذ حركة الجهاد موقفا مغايرا وغير متوقعا بالانضمام لرام الله وتحالف السعودية لمواجهة حماس وعندها ستنتهي حماس فعليا في حرب القادمة.
هذه السيناريوهات هي ما تحاولان  قطر وتركيا منعها وإنقاذ حماس في تلك المحادثات الجارية على أراضيهما بين فتح وحماس، ولكن هل ستنجحا في ذلك ؟؟
الجانب المصري ليس صليبا أحمرا في الوقت المناسب له ما يقوله ويفعله بالتأكيد.
وما يقوله ماجد فرج عن وجود أرضية لداعش في فلسطين فقد يكون صحيحا لكن أن تكسب داعش الرأي العام الفلسطيني والعربي والإسلامي حين توجه عملياتها نحو اسرائيل فذلك تصريح لا يحمل التوفيق لان تعقيد التحالفات  الجديدة لا تسمح لداعش بتوجيه العمليات نحو اسرائيل خاصة أن التحالفات مبنية على الطائفية (شيعة وسنة) أكبر بكثير من موضوع الارهاب كما يقال وإسرائيل والسعودية عمليا هما في مواجهة حقيقية مع إيران.
20/1/2016م