وهذا حال "البلطجية" أسد علي وفي الحروب نعامة!

بقلم: 

منذ ان بدأت الهبة الشعبية الفلسطينية العارمة التي لن أسميها انتفاضة ثالثة كون عودها لم يقو بعد ولم تصل الى حدود الانتفاضة، وكنت دومًا معارضًا لإلقاء أنفسنا الى التهلكة، رغم ايماني الشديد أن ما أُخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، الا ان لهذه القاعدة شروط وربما للعمليات الفردية حسنات لكن لها سيئات من بينها تبرئة الاحتلال وتبريره عمليات القتل بدم بارد التي ينفذها تحت ذريعة النية لتنفيذ طعن هنا أو هناك، وفي كثير المرات وعديدها يلقي جنود الاحتلال سكينًا او آداة حادة الى جانب الشهيد لتبرير جرائمه، وهو ما اثبتته تسجيلات الفيديو مؤخرًا. كنت دائمًا من التيار المعارض لإلقاء الأنفس والأرواح الى التهلكة، وتشتد معارضتي مع ارتقاء كل شهيد، فالواقع الذي نعيشه مرير والفجوة بين المناضلين والفاسدين تتسع في كل يوم وما يجري في ردهات الغرف المغلقة وخلف ابواب السياسيين يجافي الحقيقة والواقع الذي يتخيله المواطن البسيط الذي قدم الشهيد والاسير والجريح والمال والبيت، وهو ما يزيد من إيماني أن الهبة الشعبية يجب ان تتواصل لكن بآليات مختلفة ووسائل جديدة.

وما يزيد من املي أن من وصفوا بأنهم "ابناء اوسلو" هم من يدافعون ويتقدمون الصفوف ويقودون المسيرات والتظاهرات، وما يزيد من ألمي أن من نعتوهم بـ "أباء اوسلو"هم من تقاعسوا وتراجعوا عندما فكروا أن مصالحهم ستتأثر وان الشعب اذا ما جاع سيأكل لحم مغتصبه فالمغتصب الأول للفلسطينيين هو الاحتلال لكن المغتصب الاكبر هو من ينهب ثروات ومقدرات هذا البلد، واللبيب من الاشارة يفهم، فحذار حذار من جوعي ومن عطشي، هذا هو لسان حال الشعب، وما دفعني لأكتب عما أسلفت به اني صحفي ألمس ألم الشارع وأتحسس معاناته كل يوم. وكي لا أسهب بالشرح وأطيل الكتباة، اريد الوصول إلى نقطة واحدة: "موقعة الجمل" التي حدثت في مصر تكررت في مدينة البيرة حين اقتحم عدد من العساكر الذين تحصنوا بالزي المدني او "بالبيجامات" وهاجموا مجموعة من النشطاء السلميين الذين قرعوا جدران الخزان ووحدوا الصوت برفضهم للاحتلال وممارساته والتنسيق معه فكان ثوابهم الضرب المبرح بالهراوات وهنا استشهد ببيت الشعر الذي يلخص ما جرى: أسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر وما أسلفت به ليس جزءا من فيلم تراجيدي بل كنت أحد الشهود حين حاول احدهم مصادرة كاميرتي خلال إنجازي تقريرًا متلفزًا، فوالله لم يعد للسلطة الرابعة كرامة او احترام ما يزيد من شكي بوجود السلطات الثلاث وهنا اوجه ندائي الى الثائرين والمناضلين فكروا جيدا قبل الاقدام على أي خطوة وبإمكاننا ان نخدم بلدنا بعلمنا مع اقراري أن المقاومة وحدها هي من ستعيد الحق المسلوب، لكني وصلت الى قناعة أن المرحلة غير مواتية لمثل هذا الخيار في الوقت الراهن وعلينا الاستفادة من الثورة الجزائرية والصبر ووضع خيارت وحلول لكل مرحلة. وقبل الختام سأقول ما قاله صديقي الصحفي فادي العاروري: من الآن فصاعدا لم يعد الفلسطينيون يرتدون البيجامات فبين النعومة المتواجدة في البيجامات والقوة الخشنة المتركزة في الهراوات دفعت بالفلسطينيين الى العزوف عن البيجامات والتوجه نحو بدائل اخرى كالجلابية بعد البيجامات التي ارتداها عنصار الامن.