معبر رفح بوابة الظُلم والذل

بقلم: 

يعتبر معبر رفح البري الملاذ الوحيد  للمجتمع  الغزي بين  الحدود الفلسطينية  والمصرية، لكن  الأمر يقف عائقا ً أمام ألاف  الغزيين الذين  يريدون  السفر عبر هذه البوابة السوداء، من أجل العلاج أو لتجديد الإقامة أو لتعلم  في إحدى الجامعات  العربية والأجنبية خارج الوطن أو للعمل  وغير ذلك .

نتيجة الوضع السياسي والإقتصادي المرير والسيئ الذي يعاني منه  قطاع غزة  منذُ سنوات  طويلة ، والأصعب من ذلك كله ُالمرضى  العالقين داخل المجتمع الغزي، والمهدد حياتهم بالخطر إذا لم يتمكنوا  من الخروج  عبر هذه البوابة السوداء لتلقي العلاج في الخارج، فبعد إغلاق  لمعبر رفح البري المستمر والذي دام لأكثر  من  مئة يوم، زادة الأمر تعقيدا ً بزيادة عدد الحالات الإنسانية والطلاب الذي يحلمون لإستكمال مسيرتهم التعليمية من خلال منح ٍ يحصلون  عليها  من إحدى الجامعات  العربية أو الأجنبية  لتعلم ِ هناك .

ففُتح المعبر ليومين  فقط  والمواطنون الغزيين ينتظرونه ُ بشغف، لكن  الجانب المصري  وضع  شروطا ً للجانب الفلسطيني  هو  خروج  أصحاب التنسيقات  مع السفارة الفلسطينية  الذي يزيد  عددهم عن  مئة  مواطن أو طالب مقابل المال المدفوع للخروج  عبر المعبر، إلى  جانب الواسطة  والمحسوبية والظلم  التي  تمارسها  حكومة  غزة من خلال الكشوفات، فالمواطن الذي ليس له أي ُ دهر أو واسطة يبقى  محجوزا ً داخل قطاع  غزة  والذي يشكل عائقا ً أمام  سفره للخارج ، في ظل الهتافات التي  تطالب بتسليم  المعبر لحكومة الوفاق أو الحرس الرئاسي، الذي تم  تداولها  عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

فإذا كانت المشكلة مرتبطة بتسليم المعبر من أجل حل جذر المشكلة، فعلى حكومتي فتح  وحماس  التنازل أو المشاركة وليس  أن  يكون  مشادة  كلامية  وتراشق  عبر وسائل الإعلام  لإتهام  كل منها  الاخر  حول  موضوع  معبر رفح ، من أجل التيسير على الشعب المغلوب على أمره ِ ليتمكنوا  من السفر ليبحثوا  عن  أحلامهم  وطموحاتهم  والذهاب أيضا ً لتلقي العلاج لأن  المعابر المرتبطة  بيننا  وبين  الاحتلال الصهيوني  ليس لها  أمان ، أما أن نبقى محاصرين  ونتقاتل على الإعلام وتبقى  الأمور على حالها دون تغير، فالأجدر بنا البحث عن حلول لأنهاء المشكلة  وليس البحث عن المشاكل ، فعدد العالقين  في قطاع غزة  والذين هم بحاجة ماسة لسفر قد زادة عن الحد المعقول به ( 25 ألاف مواطن غزي ).

فلماذا المعبر مغلق يا مصر  ... فأنتم  شركاء في حصار غزة  وتضيق سبل الحياة علينا  بحجج واهية  ؟؟!!

فالشعب الفلسطيني يريد الحياة الكريمة، وكل يوم يبحث ُ عن  الأمل من خلال السفر ، وزعماء وساسة  يتأمرون  من أجل حصار  غزة  بشتى الوسائل الممكنة  والطرق المختلفة ، كفاكم  ظلما ً وتضيقا ً على شعب رغم  ضعيفه ِ مازال يوجه  بندقيتهِ تجاه  الكيان الصهيوني  وعمليات  الطعن  التي تسمع  هنا وهناك  نصرة للمسجد الأقصى وحرائره ِ، وأنتم  عن الاقصى  وفلسطين  لا تسألون  أم  أنتم  نائمون  في سباتكم  العميق .
والله التاريخ  وشعبكم  لن  يرحمكم  ..... وستأتي الأيام  التي تندمون على  تقصيركُم   الأقصى  وفلسطين ؟؟!!