دلالات اتفاق فينا بين إيران والدول الكبرى

بقلم: 

وقعت ما يسمى بالدول الكبرى اتفاقاً تاريخياً مع إيران  بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد ستة عشر شهراً من المفاوضات الجادة والمكثفة وبموجب هذا الاتفاق سيسمح للجمهورية الاسلامية إيران ممارسة برنامجها النووي للأغراض السلمية وسترفع العقوبات الاقتصادية التي ارهقت الاقتصاد الإيراني منذ ثلاثة عشر عاماً دفع المواطن الإيراني ثمن ذلك، وقد أبدت إيران صموداً كبيراً في وجه العقوبات الاقتصادية وتمسكاَ بحقوقها الشرعية بحقها بامتلاك قوة نووية سلمية  تساهم في تطوير اقتصادها. لهذا الاتفاق دلالات كثيرة لعل أبرزها دلالات سياسية  واقتصادية

 أولاً: الدلالات السياسة

بعد هذا الاتفاق ستكون ايران لاعباً أساسياً في الساحة الدولية وقد تساهم بشكل كبير في حل كثير من الأزمات الدولية خاصة فيما يجرى في الشرق الأوسط والتي تُتُهم إيران أنها جزءً مهماً في اشعال هذه الأزمات ، هذا الاتفاق مع دول كان من بينها ما تسميه ايران دائماً بالشيطان الأكبر سيكون لما بعده وقد بدأ ذلك عبر بث التلفزيون الإيراني بشكل مباشر كلمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأول مرة منذ الثورة الايرانية واعتبر ذلك بداية ترويض الشعب الإيراني  نحو الحوار مع الولايات المتحدة في كثير من القضايا خاصة أن مفاوضات الملف الإيراني كانت منفصلة عن باقي القضايا بناءً على توصيات من المرشد، ان امريكا تعد في نظر الايرانيين منذ الثورة الايرانية 1979 بالعدو والشيطان الأكبر ولكن هذه النظرة ممكن أن تتغير وتتبدل اذا امتنعت الولايات المتحدة عن هيمنتها الظالمة على العالم ودعمهما المطلق لدولة الكيان العبري وإذا دخلت إيران معها في نقاش جاد في كثر من القضايا الساخنة في المنطقة.

أيضاً هذا الاتفاق يقلق دولة الكيان لأن بجانبها اصبحت قوة نووية لا يستهان بها وباتفاق مع ما يسمى بالقوى الكبرى وهذا ما عبّر عنه القادة والساسة الاسرائيليون  حيث قالوا اثر توقيع الاتفاق أنّ هذا يوم أسود في تاريخ دولة اسرائيل وهذا الاتفاق سيلجم دولة الاحتلال بمجرد التفكير بمهاجمة الجمهورية الاسلامية، أيضاً هذا الاتفاق سيساعد على تحسين العلاقات مع دول الخليج والتي بنيت على عدم الثقة والمناكفات  طوال عقود وقد بدأ ذلك عملياً حيث جاءت برقيات التهنئة من دول مثل الامارات للجمهورية الاسلامية على هذا الاتفاق كبادرة حسن نية ، والسؤال المهم هنا كيف سيكون تأثير الاتفاق على القضية الفلسطينية ، اعتقد أن هذا الاتفاق سيزيد من الدعم الإيراني للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية من خلال دفع الأطراف الدولية بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

ثانياً: الدلالات الاقتصادية

بعد هذا الاتفاق سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم من أجل الأغراض السلمية بنسبة 3.5 الامر الذي سيساعد ايران بالتفوق الصناعي وستزيد نسبة التصدير ، كذلك سيرفع الحظر على حوالى 800 شركة ايرانية بالإضافة أنّ دول عدة ستستفيد من الاتفاق كالهند والصين التي ستستفيد من الطاقة النووية الايرانية وعلى التعاون التجاري مع دول العالم .

يأمل المواطن العربي أن يساهم هذا الاتفاق في إنهاء الصراع الداخلي في الشرق الأوسط  وخاصة الصراع الطائفي  ويأمل المواطن العربي والمسلم  الذي راح ضحيته الآلاف من المواطنين الأبرياء  ويأمل أيضاً في فتح صفحة جديدة بين إيران ودول الجوار خاصة دول الخليج وأن تنتهى معاناة المهجرين واللاجئين خاصة في سوريا والتي وصل عددهم حسب تقرير الأمم المتحدة الى 4 ملايين لاجئ ، فهل سنشهد حواراً جاداً في كافة القضايا بعد

انهار من الدماء والأشلاء وهل ستقتنع الولايات المتحدة أن الهيمنة والاستكبار لا فائدة منها ، وأن احقاق الحق ورد الحقوق لأصحابها خاصة في فلسطين هو الحل والبديل؟