تجارنا: غباء مستفحل

بقلم: 

التجارة شطارة هكذا يقال، لكن أن يتحول الشهر الفضيل إلى وسيلة لجني المزيد من الربح على حساب هذا الشعب الغلبان من قبل تجارنا الكرام فهذا والله لأمر مشين، كنت في مقالتي السابقة التي كان عنوانها " التصاريح: ثمن رصاصهم" قد طالبت من كل من يحصل على تصريح لزيارة القدس والمدن المحتلة عام 1948 أن لا يمارسوا التسوق في المراكز التجارية الإسرائيلية لكي لا نساهم في دعم إقتصاد الاحتلال ولا زلت عند طلبي وحريص عليه بشدة.

ليس غريبا أن تطالب حماية المستهلك من الفلسطينيين بمقاطعة اللحوم والدواجن، فقد تحدد سعر بيع كيلو لحم الخاروف ب 40 شيقل لكنه يباع ب 75 شيقل وسعر كيلو الدجاج في الضفة وصل إلى 22 شيقل بينما هو قرابة 10 شواقل في إسرائيل، أيضا حدد سعر كيلو الخبز ب 3.5 شيقل لكن التجار رفضو البيع للمستهلك بأقل من 4 شواقل، كما وحذرت حماية المستهلك سايقا في تقرير لها من أن المستهلك الفلسطيني سيكتوي بنار غلاء الأسعار خلال شهر رمضان، مرجعة السبب وراء ذلك لعدم وجود ضوابط قانونية للتجار في السوق الفلسطيني.
إن المستهلك الفلسطيني أصبح ضحية في شهر الخيرات، الشهر الفضيل بات شهر جني المال، وكما يقال " عند الفلوس تضيع النفوس " فتجارنا باتو بلا ذمة ولا ضمير، إذا ما دخل الزبائن محالهم ودكاكينهم قالو ها قد جاء المال ونسوا أن الله يرزق من يشاء بغير حساب، وما أكثر أيمانهم وما أقبح حلفانهم حينما يبدأون بالقسم بأن البيع بالأسعار التي حددتها " حماية المستهلك" لا تحقق لهم الربح الذي يرغبون، لعل تجارنا الأعزاء لم يسمعوا قوله تعالى : " وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ".

  لسنا بالأغبياء لكي نستغل، ولسنا بالجائعين لكي نذل، سنحمي أنفسنا بالقانون بالمقاطعة بالكلام اللين، ولن نجعل من جشع تجارنا ذريعة لنا للشراء من المراكز التجارية الإسرائيلية، لن نصبح زبائن لرامي ليفي وكنيون المالحة، لن ندعم احتلالنا ولن ندفع ثمن سلاحه، فلنعد تجارنا إلى صوابهم، فلنوقظ ضمائرهم، ولنذكرهم يقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ".