التصاريح: ثمن رصاصهم

بقلم: 

بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في العام المنصرم وحملة مقاطعة البضائع الإسرائيلية الأخيرة التي شهدت تعاونا كبيرا من أبناء الشعب الفلسطيني ضعفت قوة دولة الإحتلال الإقتصادية، خاصة بعد التراجع الكبير الذي شهده قطاع السياحة، لكن ما الحل لتجاوز هذه الأزمة؟ وما هي الوسيلة الأسرع والأنجح لأعادة بناء اقتصاد الإحتلال؟

. الفلسطينيون، هم وبالنسبة لدولة الإحتلال السوق الأقرب والمستهلك الأفضل لبضائعهم ومنتجات مستوطناتهم، كلنا يعلم أن التصاريح توقفت خلال شهر رمضان العام الماضي بسبب الحرب على غزة ثم عادت للصدور خلال فترة عيد الأضحى المبارك، ومن خلال سؤالي لمجموعة من التجار وأصحاب المحالات في مدينة رام الله قالوا أن نسبة المبيعات لديهم كانت خلال عيد الفطر أعلى مما كانت عليه خلال عيد الأضحى، حيث إن التصاريح سحبت كمية كبيرة من المستهلكين من فلسطينيي الضفة إلى الأسواق والمراكز التجارية في الأراضي المحتلة.

هذا العام اسرائيل تقدم تسهيلات غير معهودة للفلسطينيين منذ عام ٢٠٠٠ اي قبل بداية انتفاضة الأقصى، تصاريح أطباء وتصاريح تجارية إضافة لمضاعفة تصاريح العمل للفسطينيين داخل الأراضي المحتلة، والأن تصاريح لمدينة القدس ولمدة زمنية قد تصل إلى ٤٥ يوما وأيضا بدون رسوم، كل ذلك ليس محبة فينا بل هي وسيلة استغلالية بحتة لبساطة وعفوية الشعب الفلسطيني الذي سيجوب كل المراكز التجارية في القدس ومحيطها وحتى أنه بعض الشبان يصلون إلى تل أبيب للبحث عن ملابس يرتدونها صباح عيد الفطر، ويخرجون بكل ثقة وفرح بين الناس ويتفاخرون بثمن الملابس ومن أين جاء بها.

يجب علينا أن نعي أن الإحتلال يستغل عاطفتنا وحنينا للقدس وأقصاها ولمدننا المحتلة وقرانا التي هجرنا منها، ولذلك علينا أن نصحي ضمائرنا ونستغل تلك التصاريح بأمور دينية ووبنهج وطني، فزيارة الأقصي والمرابطة به من أهم الأمور وأوجبها والتي على شبابنا القيام بها، ثانيا علينا أن ندعم التجار العرب داخل أسواق البلدة القديمة فقط لا غير، وأن نبتعد ونقاطع كل البضائع الإسرائيلية في المراكز التجارية، ولا يجب علينا أن نقع في فخ الإحتلال النجس، الذي يسعى لإعادة بناء اقتصاده على حسابنا ومن ثم تطوير معداته العسكرية ليقتل منا المزيد بطائراته ودبابته.

في النهاية لا تجعلو التاجر الإسرائيلي يجني أرباحا على حساب أهلكم وإخوانكم الفلسطينيين، ولا تنسوا أن الإقتصاد الوطني أحق بأن ندعمه، ولا بد أن نظهر للإحتلال وعينا وفهمنا للأسباب الخفية التي تقف خلف إصدار التصاريح بكميات كبيرة وبشكل سريع. لا تدفعوا ثمن رصاصهم.