لا أُحِبُّكِ امرأةً مُتبرّجة

بقلم: 

لا أحِبُّ أنْ أراكِ تتبرّجين حينما تعزمين بالخروجِ لكيْ تسيري في شوارعٍ مليئةٍ بالمتسكّعين الذين سيقتنصونك بعيونهم الوقحة ..  فتلك العُيون ستظلُّ تلاحقكِ إلى أن تختفي عن أنظارهم .. فأنا أُريدكِ امرأة عادية بلبسك .. فلا أرغب في رؤيتك وأنت تقلّدين النساء الأُخريات في تبرُّجهن .. لقد تعوّدتُ عليكِ هكذا بدون أن تتزّيني.. لا أُريدُ أنْ أراكِ تتبخترين في لبسٍ عصريٍّ على أرصفةِ الطُّرقِ لا لشيء ، فقط لكيْ لا ينظروا لك الشُّبان المكبوتين ..
فكوني كما أنتِ ببساطتِكِ المجنونة والجميلة .. لا أرغبُ أنْ أُشاهدكِ أجمل إذا ما تبرّجتِ .. فأنتِ هكذا أجمل من أن تتزيّني.. ففي روحكِ أرى الجَمَالَ المُختبئ بكُلِّ جنونه..

أُحِبُّ فيكِ غضبُكِ حينما تثورين على عيشتك البسيطة وأنتِ تتذمّرين كل لحظةٍ.. أحِبُّ فيكِ تأففكِ في كلّ صباحٍ عندما تُشعلين موْقِدَ الحطب لتسخينِ ماءٍ لي لكيْ أستحمَّ مِنْ هموم المساء ، فما أروعك وأنتِ تجلسين على التُّرابِ وتلعنين الفقرَ بكُلّ الشّتائم ولكن بلغة جميلة .. فأنا أطيرُ مِن الفرَحِ عندما أراكِ ترتدين ثوبَ الفخر الفلسطينيّ المُطرّز.. ففي ثوبكِ أرى جمال فلسطين.. أرى تاريخنا العريق بتُراثه الزاهي .. أرى التُّراث الفلسطيني الذي يندثرُ الآن لقلةِ الاهتمام به .. فأنا أُحِبُّكِ كما أنتِ بفلسطينيتكِ الرّائعة .. فأنتِ في ظُهوركِ البهيّ تجعلينني أٌحِبُّك أكثر.. لا أُريدُكِ أنْ تتشبّهي في ارتدائكِ كنساءِ الغرب في تبرّجهن.. أريدُكِ امرأة فلسطينيةً لا غير، فأنا أُحبّذكِ امرأة بسيطة في كل شيء ..