50 عاماً يا فتح.. ستبقين وسيسقطون

بقلم: 

50 عاماً مضت على إنبعاث الشعب الفلسطيني من رماد النكبة حين إنطلقت ثورته المعاصرة في الأول من يناير عام 1965، ومعها حلق طائر الفينيق عالياً ليعيد شعبناً شتته جبروت الإحتلال الإسرائيلي وإبادته العنصرية في بقاع الأرض إلى جغرافيا السياسة.. وبعد أن حوَّله من لاجئين مصطفين ومنتظرين لرحمة "الوكالة" ومؤنها إلى مقاتلين وفدائيين من أجل الحرية والإستقلال.

هي 50 عاماً من ذاكرة العصر الحديث لثورة وطنية.. خط خلالها الشعب الفلسطيني ومعه حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" سطور التاريخ بمداد دم شهداء عبّدوا طريقها نحو النصر والإستقلال.. 16 كوكباً من فلك لجنتها المركزية ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، وخاضت عبر مسارها معارك كبيرة لحماية هوية الشعب الفلسطيني وقراره الوطني المستقل لا حاجة لذكرها هنا فالشمس لا تغطى بغربال.

مرت فتح بما مرت من قساوة الشقيق والصديق، صوناً للهوية الوطنية، وإصراراً من قيادتها التاريخية على فلسطينية القرار الوطني واستقلاليته، وخاضت من أجل ذلك حروب ومعارك ضد العدو والشقيق على حد سواء، بل إن الهدف الأول من جل معاركها هو حماية هوية الشعب الفلسطيني وإفشال محاولات دثره عن الوجود، لكن فتح نجحت عبر 50 عاماً من العمل الوطني السياسي والعسكري من الحفاظ على القرار الوطني وخاضت من أجله معارك ضارية من الأردن إلى لبنان فسوريا حتى تونس وصولاً إلى الأرض المحتلة ومازالت وستبقى.

ستبقى فتح، لأنها حركة تحرر وطني، ولأن ولاءها تام لفلسطين ولمصالحها واولوياتها، ستبقى لأن فتح لا قيمة لها دون هويتها وتعرفها الوطني، ولأنها ايضاً ميزتها عن الآخرين من المأدلجين والمختبئين في خندق الاجندات الخارجية الإقليمية السرية منها والعلنية، والمأجورين والمستأجرين لأمراء الحروب في العالم.

سيسقطون يا فتح... وسيسقط عنهم لثام اللئام... سيسقط معهم حلم الظلامية والظلام... فالشعب الفلسطيني الذي بعث من جديد في الأول من يناير عام 1965 شعب توّاق للحرية، شغوف بحب وطنه وأرضه، وطني يأبى الإنصهار في التحالفات الإقليمية... عاشق لـ"فتح" بوطنيتها وقرارها الصلب وأمانتها لحقوقه المشروعة، سائر مع فتح نحو تحقيق آماله وآمالها في تحقيق الوعد القريب بدولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس... لا خوف عليك يا فتح وأنت اليوم أنضج وأجمل وأبهى... فشعبنا مدرك أنك وسيلته نحو التحرر من الإحتلال والتبعية والدونية.
لا خوف غليك يا فتح، ستبقين وسيسقطون.