لماذا عساف.. وليس منال وهيثم؟

بقلم: 

أثار موضوع مشاركة الفنانين الفلسطينيين هيثم خلايلة ومنال موسى في برنامج محبوب العرب "ارب ايدل" الذي يبث على شاشة الـ "mbc" العربية جدلا واسعا في صفوف المواطنين الفلسطينيين، فمنهم من ابدى دعمه ومساندته الكاملة لهما وراح آخر يهاجمهما بانتقادات لاذعة، وكانت مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسوك"و"التويتر"بيتا لتلك الآراء.

في مقال جاء بعنوان "تسقط منال ويسقط هيثم... أم تسقط فلسطين التاريخية" قال الكاتب الصحفي معن سمارة: " إن أهلنا المرابطين في الداخل المحتل عانوا من ظلم عربي تاريخي عبر اتهامهم بالتطبيع أو الاسرائيلية، وأخرها ما يحدث الآن مع المتسابقين في برنامج المواهب الغنائية من قبل الفلسطينيين خاصة والعرب عامة."
ورأى سمارة خلال مقالته انه من واجب الشعب الفلسطيني احتضان المواهب المتسابقة في البرنامج ودعمها وتشجيعها بدل فتح النار عليها، أسوة مع الهبة والانتفاضة التي حدثت العام الماضي لنصرة ودعم الفنان محمد عساف الذي كان مشاركا في البرنامج ذاته وقت ذاك.
واستغرب سمارة من عدم دعم القطاع الخاص للمواهب المتسابقة على غرار ما فعلته مع عساف السنة الماضية، ومن عدم انحياز الإعلام الفلسطيني لهم الذي سلط كاميراته وأقلامه على عساف، مطالبا من الجميع الوقوف بجانبهم ودعمهم وعدم تركهم عرضة للاغتصاب الثقافي، والانتماء الوهمي لإسرائيل.

في هذا الموضوع، تباينت أراء المواطنين في حديثهم لـ"زاد نيوز" حول مشاركة الفنانين الفلسطينيين في البرنامج بين داعم ومعارض، ورأى البعض ان الموهبتين تمثلان فلسطين، والبعض الأخر اعتبر الموهبة بأنها تمثل الأشخاص الذين يحملونها وليس بالضرورة أن تمثل البلد أو الدولة التي يقطنون فيها، فيما قدم آخرون تفسيرات للفارق بين الموسم الحالي والموسم السابق من البرنامج.

الصحفي ايمن ربايعة يقول: " إن المشاركة في هذه البرامج لا تفيد القضية الفلسطينية على الإطلاق، وإن الفائدة والمنفعة تعود على صاحب الموهبة، وأضاف: "من الأفضل أن لا يتم إقحام الفلسطينيين وقضيتهم في مثل هذه البرامج وإعطاء الموضوع زخما أكبر من حجمه، فاهتمامات الناس اليوم تنصب على توفير ظروف الحياة الكريمة لهم ولأسرهم ولا حاجة لهم ببرامج المواهب والأغاني أو غيرها"، موضحا أن فوزهم أو خسارتهم لن يحرر فلسطين."
وتابع أن كان الشخص يحمل موهبة تستحق الفوز فهذا فخر له ولأهله وليس بالضرورة أن يفخر الشعب الفلسطيني بأكمله بشخص لمجرد أنه يغني جيدا.
رغم أن المواطن احمد الطويل من غير المتابعين للبرنامج إلا أن رأيه يختلف عن ربايعة ويقول:" إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهدا لتدمير كينونة المتسابقين الفلسطينيين وتمثيلهم فلسطين في البرنامج، وذلك لحملهم الهوية الإسرائيلية." مشددا على ان هذه الجزئية وحدها تضعه في زاوية دعمي الكامل لهم.
وابدى الطويل استغرابه من طريقة انتقاد بعض الصحفيين للخلايلة وموسى، معتبرا ان المسألة لا تقف عند حدود أصوات وأداء في برنامج غنائي بل تتعدى ذلك وصولا إلى صراع هوية ووجود بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الانتقاد في أشارة "للمهاجمة" يخدم بشكل مباشر أو غير مباشر أجندة وسياسية المحتل الإسرائيلي.
وتساءل الطويل من عدم دعم الفلسطينيين للمشاركين على الرغم من مشاركتهم باسم فلسطين وتعريض أنفسهم للخطر في ظل التلويح الإسرائيلي لهم باتخاذ عقوبات قد تصل بالسجن لأربعة سنوات أو فرض غرامات مالية كبيرة لكل منهما بذريعة خرق القوانين الإسرائيلية واستخدامهم وثائق سفر فلسطينية.

تتفق المواطنة حلا خلايلة مع الطويل على دعم المتسابقين الفلسطينيين سواء كانوا ممن يحملون الهوية الفلسطينية أو الهوية الإسرائيلية المفروضة عليهم بسبب معيشتهم تحت الاحتلال، وتابعة حديثها " إحنا لازم ندعمهم ونوقف معهم لأنهم فلسطينية زيهم زي عساف وهويتهم ما راح تأثر عليهم وهم في البرنامج مشتركين باسم فلسطين".
ويشارك المواطن سفيان ابو راس رأيه مع أراء الآخرين حول دعم ومساندة المتسابقين خلايلة وموسى، ولكن يختلف معهم في موضوع تمثيلهم فلسطين قائلا:" إن الموهبة تمثل الشخص الذي يحملها، ويجب علينا إلا نربط نجاحهم بالبرنامج الغنائي في الوطن وفلسطين والقدس".
الإعلامي فراس طنينة يقول من حق أي شخص فلسطيني ذو موهبة جيدة المشاركة في مختلف البرامج التي ترعى المواهب ولا يتوقف الأمر على مستوى الفن الغنائي بل يطال الشعر والرسم وكافة المواهب، متمنيا النجاح والتفوق لخلايلة وموسى في "ارب ايدل".
لا يختلف رأي الشاب معتز العزة مع الآخرين يشير بأنه يدعم الفن الفلسطيني بشكل عام سيما إذ كانت الموهبة مميزة وترفع من مكانة الفن الفلسطيني،مؤكدا على دعمه الكامل لموسى وخلايلة في برنامج المواهب.

يشاطر الشاب عامر ابو هليل رأيه مع الآخرين حول مشاركة المتسابقين في البرنامج، وعلل ذلك قائلا " نحن شعب فلسطيني بأمس الحاجة لمن يوصل صوتنا ويسلط الضوء على قضيتنا التي تناساها العرب وباتوا ينهمكون في تراهات بعيدة عن القضية الأم، مضيفا أن مشاركة في البرنامج بحد ذاتها ترفع أسم فلسطين في عالم الفن بعيدا عن سياسة البرنامج لكن عندما يترجل شخص ويرفع إسم وطنه السليب فنحن معه".

وحول ضعف دعم المواطنين للمتسابقين بعكس ما حدث مع عساف السنة الماضية، يرجح ابو هليل ان سبب الضعف يعود الى خيبة الأمل التي أحبطت المواطنين من عساف ولم يكن عند حسن ظنهم واستغل فوزه باللقب صوب الشهرة والمال وتناسى وعوده بنقل معاناة الشعب الفلسطيني عبر صوته إلى العالم الخارجي -بحسب وجهة نظره.

وأضاف: أن الفرق بين دعم المتسابقين والدعم الذي حظي به عساف شاسع وكبير حيث ان الأخير يتحلى بشخصية كاريزمية لا أحد يمكنه ان ينكرها وهو صاحب الأغنية الشهيرة "علي الكوفية" و"شدي حيلك يا بلد" كما ان قصة مشاركته في ارب ايدل مؤثرة وتحمل في فصولها معاناة وشقاء وإصرار وأمال الشعب الفلسطينية فجل هذه العوامل ميزت عساف عن المتسابقين وساعدته على احتضان الشعب الفلسطيني له كالنار في الهشيم.