لا تتركوا منال وحدها !

بقلم: 

منال سيف امرأة فلسطينية تحب ان يطلق عليها لقب " اخت الاسرى " ، منال ولطالما نسقت معنا بوزارة الصحة العديد من المطالب للاسرى وذويهم وكنا نحلها سويا بشكل سلس بعيدا عن الاعلام .

كلما احتاج اسير او قريب لاسير لعملية او اجراء طبي كانت تتصل معي وننهي الامر فتنتابها حالة سرور ، بل واذكر واثناء وجودي في مصر انها اتصلت معي وقالت : دكتور الامر خطير جدا ، قلت لها انا بمصر يا منال ، قالت الامر لا يحتمل ، هناك اسير والدته عندكم داخل العناية المكثفة بوضع صعب واتصل معي من داخل السجن ويريد ان يرى والدته من خلال برنامجي ونحن داخل المستشفى والطاقم الطبي يمنعنا ، ارجوك يا دكتور ، فورا اتصلت مع الاخ وزير الصحة د. ابو مغلي انذاك الذي بدوره فورا اتصل مع المستشفى وامر بادخال الطاقم و الكاميرا وعملت منال تقريرها وتشاء الاقدار ان يتوفى الله تعالى والدة الاسير في تلك الليلة ويشاهد الاسير في الحلقة القادمة والدته وهي تدعو له .

الكثير الكثير من الامور التي يحتاجها الاسرى وعائلاتهم كانت تحملها على عاتقها وتحارب من اجلها منال وزملاؤها .

اليوم تلفزيون فلسطين يمنع الاخت منال والمخرج محمد عمرو من الدخول للمقر العام له ، وهنا اتساءل : هل بهذه البساطة يمحي اي تاريخ وطني لاحدنا ويصبح ( عالة ) على وطنه وهو قدم ويقدم من اجله سرا اكثر مما يقدم علانية .

ذكرني ما يحصل الان مع الاخت منال ، باحد وزراء الصحة سيء الصيت ، ذاك الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية ، يوم ان قدمني الى ما تسمى لجنة انضباطية تشكل من عدد من الوزارات بهدف فصلي من العمل ، وذلك بحجة ما اكتب على موقع الفسيبوك ، فقط لان ذلك لا يروق له ، الا ان ارادة الله شاءت ان يطرد من منصبه بشكل اشفى غليلنا منه ، لان الله تعالى يعلم كل واحد منا متى قدم وماذا قدم وانه نذر نفسه من اجل مساعدة المحتاجين ، ليأتي احدهم ويشطب كل ذلك بجرة قلم بحجة انه ( مسؤول ) .

هي دعوة اذن للقيادة الفلسطينية ان تقف مع منال ومع مخرج برنامج لاجلكم ، فما هكذا يكرّم المناضلون ومن يعملون لاجل الاسرى ، كما هي دعوى للاسرى انفسهم وقيادتهم من اجل حل الاشكال ، وضمان الكرامه لطاقم العاملين بالبرنامج الذي خدمهم على مدى السنين ، وليعلم كل مسؤول اننا نعمل معه في اطار مشروع وطني لكل واحد منا دور فيه ، ولا نعمل عنده ضمن مؤسسة تتبع ملكيتها له ، والايام دول والتاريخ لا يرحم