إسرائيل .. خيارات صعبة

بقلم: 

وصلت المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، حد الجدار. انتهت الفترة الزمنية المتاحة، دون أن تتقدم المفاوضات قيد أنملة، كان واضحاً، من خلال الأداء الاسرائيلي، ومواقفه، بأن حكومة نتنياهو، لا تعتزم إنجاح تلك المفاوضات، أو التوصل لحلول مرضية للطرفين الفلسطيني - الاسرائيلي على حد سواء.
كان الخيار الاسرائيلي، إبان تلك المفاوضات، ايصالها لطريق مسدود، وكانت تقديراتها تشير لخضوع الطرف الفلسطيني لاشتراطاتها، وقبوله بتمديد المفاوضات في ظل السياسات الإسرائيلية وفي المقدم منها، الاستيطان.
تفاجأت إسرائيل، بما اقدمت عليه م.ت.ف من إجراءات وفقاً لمصادر رسمية إسرائيلية، وازدادت حدة مفاجآتها، بإعلان انهاء حالة الانشقاق الداخلي.
المتابع للشؤون الإسرائيلية، يمكنه ان يلحظ، وبوضوح، مدى الاضطراب الذي عانت منه الحكومة الإسرائيلية ومدى الاندفاع الأحمق، باتجاهات مختلفة، ترمي لمحاصرة السلطة الفلسطينية وانهاكها.
لا تزال التفاعلات السياسية في إسرائيل عامة او داخل الائتلاف الحكومي خاصة تدور، ولا تزال ردود الفعل بين مدّ وجزر.
إسرائيل تبحث عن خيارات مستقبلية، لكنها تتجاهل بالوقت ذاته، مستجدات الوضع الإقليمي والدولي على حد سواء. حكومة نتنياهو، ترى الأمور، وفق منظارها الخاص، عبر رؤية الأمور، وفقاً لقوتها العسكرية وقدرتها على حسم الأمور عنفاً وعسكريا، فهي ترى في إسرائيل قوة إقليمية متفوقة، حسمت الأمور سابقاً، عبر الحروب الخاطفة، وبأنها قادرة على فرض ما تريده على جيرانها العرب.
الامور تغيرت وتبدلت، ولم تعد القوة العسكرية، هي العنصر الحاسم في الصراع، ووفقاً لذلك، باتت الولايات المتحدة وهي الحليف الاستراتيجي لإسرائيل، معنية بانتهاج سياسة متوازنة، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، من شأنها الحفاظ على مواقعها في الشرق الأوسط، بعد ان فقدت نقاطاً كثيرة في تلك الساحة.
أوروبا لها رؤيتها، ولها مصالحها، في الشرق الأوسط وفي معظمها لا تتقاطع مع الرؤية الإسرائيلية. الحق الفلسطيني، هو حق تاريخي وسياسي وقانوني في آن، ولا تستطيع اي قوة في العالم، كائنة من كانت تجاوزه او القفز عنه!!
إسرائيل تبحث عن حلول، دون ان تتوصل الى نتائج .. الخلاف الداخلي في تزايد، والسبب عدم رؤية الواقع والمستقبل، بمنظار واسع، بعيداً عن الاعتداد بالقوة العسكرية، والعنصرية، ومحاولة حسم الأمور عنفاً، وبعيداً عن القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.