القدس: في الخطاب الشعري العربي والعبري الحديث

بقلم: 

الصراع بين القوّة والحقيقة

ان قراءة القدس (1967) هي تأمل مستمر للجهد الشعري العربي عند الشعراء: محمود درويش، عبد الرحيم محمود،

 سميح القاسم، خالد محادين، حيدر محمود، تميم البرغوتي، عبد الوهاب البياتي، ومحمد الفيتوري. أما أورشليم في الشعر العبري فلها حضور شعري لافت للقصائد وزخم كبير في دواوين الشاعر يهودا عميحاي تحديداً، وبصورة أقل عند شعراء آخرين مثل: حاييم جوري وأهارون شيبتاي وآجي مشعول. لذا فمفردة القدس وأورشليم في الشعر ستشكلان نقطة انطلاق في هذا الكتاب، هدفها اعادة التقاط الذات في النص الشعري لدى الطرفين، وتمحيصها في إطار مرجعيات الخطاب ومصادره المتنوعة.
ومن الممكن القول وبحذر شديد ان الطبيعة الانسانية تتمثل في النص الشعري العبري شفافة كينبوع للأمل. غير ان الأمل يظهر بصورة أكيدة وسرية عند حد يكشف عن صورة الهوية ويشوهها، تلك اللحظة هي خرق للسياسي لأنها نصف اعتراف بأثر الآخر الفلسطيني وقد خلق علامات الخلخلة والتوتر والقلق السري، قلق الذات الخاص، انه أعمق اثر وأقوى فاعلية من ذلك الذي يشغله قلق الصراع المكشوف.
ان قراءة النص الشعري المقارن للقدس وأورشليم في الشعر الحديث يعني حراكاً سرياً وشفافاً صوب ممرات الحقيقة الحرجة والشائكة عبر مساءلة اشد اشكال الثقافة استنطاقا في مراحل تاريخية مختلفة، وعبر شتى فروع المعرفة: الفلسفة والدين والسياسة وعلم النفس. وكذلك عبر النصوص والمرويات والتمثيليات المختلفة. انه المضي مع الثورة العربية الكبرى والشريف الحسين والملك عبد الله الأول. مع تاريخ العرب ليقظة العرب كما يتصورها جورج انطونيوس. مع التوراة وتيودور هرتزل وحاييم وايزمن جنباً الى جنب مع نيكوس كازاننتراكي وادوارد سعيد وبندكت اندرسون وميشيل فوكو وفرانز فانون، وفلسفة القوة عند فريدريك نيتشه ووجودية جان بول سارتر وتفكيكية جاك دريدا.
خصوصية النص الشعري العبري 
شكلت خصوصية النص الشعري العبري الممتد من 1967 ظاهرة فكرية في أدب اسرائيل. "وذلك باعادته نقش دوال الذاكرة الثقافية العرقية وخلق مشهد شعري تنعكس فيه تمثيلا الذات اليهودي الاسرائيلي الصهيوني وذلك في اطار حساسية شعرية جديدة". انها بالأحرى تجسيد لزمن الفعل الاجتماعي في أورشليم متجاوراً مع زمن الصراع المقاوم لدى العربي الفلسطيني في المكان القدس.
تقول المؤلفة: تنبثق هذه الذات من خلال تنقيحها للدوال الذاكرة الثقافية وتوضيعها في زمن الفعل، في حالة استنكار عصيان في شكل بلاغي فحواه: إنني اخص مكاناً آخر وزمناً آخر وذواتا اخرى. اما في سيرورة المعنى الاجتماعي فتنبثق الذات بوصفها مجرد اثر سطحي لبنى وقوى غير شخصية بعمق وغير شعورية". تلك بمجملها تصورات لاثر الثقافة في سيرورتها الوظيفية كما وصفها ادوارد سعيد فهي: "مسرح من نمط ما تنشبك عليه قضايا سياسية وعقائدية متعددة ومتباينة، فهي مصدر تشكل الذات، الهوية، وهي مصدر صدامي". في ظل هذا القصور يمكن فهم الذات (اليهودية) عبر تدخلات حدث الثقافة؛ وقد أدى بدوره الى خلق وضعية ثقافية اشد تعقيد من حاجات (اليهودية) الروحية في اشد ارتباطاتها عمقاً مع اورشليم الدال التوراتي. فالسؤال المطروح هو: إلى أي حد أسهم المشروع النظري للثقافة في بناء ديالكتيك الذات (اليهودية) الاسرائيلية. وفي كيفية بناء الخبرة الزمنية والمكانية في النص الشعري كون الأخير محور تأملها الايديولوجي ايضا؟ وما هي محمولات النص وانتاجيته المعاني المختلفة في التعبير عن سؤال جوهري تلخصه عبارة كيف أكون في القدس، اورشليم في خضم فعل الصراع والتوتر؟
تشير المؤلفة الى ان في قصيدة مطولة بعنوان "أورشليم 1967" ليهودا عميحاي، تتبلور تمثيلا لطقس توراتي يمارس في يوم الغفران في أورشليم. والنقطة المحددة التي يبلورها النص في التاريخ بفكرة تفاوضية متخيلة للعيش في مكان واحد. تلك قيمة حاملة وظيفة عرضية يشار اليها بشكل عابر وخجول وإلى حد ما محفوف بالصمت، فكيف ينبغي ان نثمن اشارات عميحاي لخرق التوراتي المقدس؟ وكيف نتعامل معها تأويلياً؟ وعلى حد قول دويتشر: "في القدس لم ينتج ادبا على الاطلاق لان اليهودي المتعصب ينظر الى الكتابة العلمانية بالعبرية مهما كان مجالها، على أنها نوع من التجديف على الله".
مواجهة الذات العربية الفلسطينية 
في إطار تطور القصيدة العربية الحداثية وفي اطار مواجهة الذات العربية الفلسطينية ايضا نشهد تحولاً في منحى الصراع حول القدس ثقافياً وعسكرياً، يمكن تأمله ايضا عند الشاعر الفلسطيني محمود درويش، فالقدس في قصائده، وقصائد الشاعر سميح القاسم، اصبحت تشكل ارهاصا جديداً في كيفية معاينة الذات للموضوع حقاً، وفي قصيدة "مزامير2" تكف القدس عند درويش ان تصبح المكان الذي ينبثق منه الغضب لتستكين، وتصبح موضوعا للتأمل الانساني الساكن والعميق. وذلك نظرا لادراكه معنى ان تكون القوة هي الحق الشرعي الذي يقف ازاء الحقيقة. انه الاحساس الشيد بالخيبة والاخفاق.
وتقول المؤلفة: من الممكن معاينة الذات العربية الحداثية وتعالقها مع القدس ايضا بوصفها صورة كفاح ثقافي ثوري، وذلك حين لا تجد الثقافة تسوية عادلة على المستوى السياسي فعليا وفي استراتيجيات سياسية مثل كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وغيرها. وهي ابرز ما تكون في نص شعري لأمل دنقل بعنوان "سرحان لا يتسلم مفاتيح القدس" حيث تتأكد دوائرية الصراع بين الحقيقة وبين السياسة ـ القوة. فمفتح النص للمنطق "عائدون" يحتمل مشهدين الاول عقائدي اي خروج الجماعة العبرانية التي قادها موسى فيما بعد عبر سيناء الى ارض كنعان (فلسطين) ثم الادعاء (بدايات القرن التاسع عشر) الصهيوني الغربي بما اسموه بالحق التاريخي. والمشهد الثاني تاريخي اي حتمية عودة الفلسطيني ما بعد هجره 1948 للأرض بوصفهم الورثة الشرعيين للأرض"، أي للتجربة التاريخية والحضارية والعقائدية برمتها. فالمنطوق من "عائدون" يكشف عمليتين منفصلتين ظاهرتان لكنهما متضافرتان فعليا في مهمة جلاء التنافر والتناقض بين المرجعية العقائدية وخصوصية المنطوق "عائدون" التي تجعل حسابات القوى فيه حاسمة.
اشكالات ومرجعيات 
ان تحديد الذات أحد المهمات التي نصوغها وتضطلع بها الثقافات؛ والبحث في تشكلها هو، بشكل أو بآخر، محاولة هدفها تحرر الحس التاريخي من التاريخ: بهدف صوغ شكل آخر للزمن لا يجافي التاريخ في تصوره الأفلاطوني ولكنه يتماسى معه: "ويتقاطع واياه وقد يفتنه ويقوضه عبر نصوص ثقافية، مهمتها الكشف عن جينالوجيا تشكل الذات وماهية كينونتها ومحدداتها في زمن تاريخي ومواقع للفاعليات السياسية كان سؤال الهوية فيها سؤالاً مناسباً ومهماً".
في إطار المنظومة الفكرية يكمن سؤال مهم: ما هو شكل الذات في النص الشعري العربي الخاص بالقدس تحديداً والعربي عموماً؟ وكيف هي تحدياتها؟ كيف تتحرك؟ في ظل ثقافة حداثية من أولوياتها الكيفية الفلسفية والفكرية دعم فكرة وجود إسرائيل. على حساب رسم الخطوط التي تشكل الذات عند الطرفين من منظورين متباينين، أين يمكن موقعة القدس الذات، العربية في ظل منظومة فكرية حداثية القوة فيها هي الحسم.
"إن تشكل الذات في الشعر العربي المتعلق على نحو خاص بالقدس ليس بمنأى عن كل أشكال الصراع وتعقيداته الفكرية والسياسية والتاريخية محلياً وعالمياً. وتستمد تصورات الشاعر العربي بشأن القدس مشروعيتها من الصراع مع هذا الكل الفكري والتاريخي والسياسي والحضاري".
وفي سياق مقارن تكشف القراءة الطباقية عن المفارقة الضدية في تشكل الذات (اليهودية) الإسرائيلية وكيفية تشكلها عن العربية؛ فإذا كانت الثورة العربية الكبرى وتبعاتها السياسية والتاريخية والثقافية قد شكلت منعطفاً تاريخياً خطيراً في تاريخ العرب والعروبة، كان خلق كيان (إسرائيل) أيضاً وتدخل الغرب في مصير العرب وسياساتهم حتى العصر الراهن، أو بأخرى ذا أثر قمعي على الذات العربية في تحدي مشروعها النهضوي حضارياً وسياسياً وثقافياً. ومن هنا، حسب رأي المؤلفة، فإن إسهام الغرب في تشكيل الذات اليهودية الإسرائيلية ودعمها كان ذا فعالية كبيرة وعميقة، إذ كان له مدى شيق من الخيارات المعروضة التي ترتكز على مقدمة منطقية مسبقة هي إخضاع الأصلي العربي الفلسطيني والتنكيل به خلال الآلة الثقافية، وطبقة جديدة من الحكام والخبراء الاستعماريين أمثال: بلفور وهرتزل وتشرشل وغلوب باشا ولورنس وغيرهم. كذلك كان الأمر بالنسبة الى الثقافة الغربية، حيث تكشف النقطة الطباقية عن نهج الثقافة والفكر والسياسة بكل صورها وتصوراتها بشأن الأرض القدس، وذلك عبر تحويل الفضاء المتخيل (أورشليم) الى مكان.
المرجعية في النص الشعري العربي والعبري الحديث
لعل الاتصال الوثيق في تحولات وتطور دلالات المرأة الأرض عند محمود درويش والشاعر الإسرائيلي عميحاي، وما بينهما من اتصال وثيق على المستوى الفكري والفني والإنساني هو بحد ذاته تصوير لتجربة معاناة الإنسان. حيث يتنامى الباعث والوظيفة الشعريان كمرآة للمشهد برمّته، ويمكن إجمال هذا التجاذب بين الشعرين "بطبيعة الاستجابة الإنسانية الخالصة لظروف من يقع في بؤرة الحدث، حيث التخوم المشتركة لقطبي الحياة والموت والتخوم المشتركة لخيوط الزمان وأرجاء المكان متحلقة دفعة واحدة بشكل لم يحلم به متأمل أو فيلسوف".
ورغم تجاذب المرجعية الفكرية لدى درويش وعميحاي، إلا أن تشكيل الصورة يكشف عن التفارق بينهما أيضاً، "تفارق يفضي الى حقيقة لها خصوصية تتعالق بنظرة كل منهما للمكان: القدس أو رشليم، ففي مفتتح الديوان لعميحاي كتب موت أمي، والتضحيات الضائعة من أجل مستقبل الأولاد، في ضوء كلمات خارج النص يتأكد أن الأثر الذي تتركه اللحظة التي تتشكل فيها صورة الأم عند عميحاي، هو أثر لحظة خارج الزمن؛ تنجو فيه من أعباء حياتها الراهنة، واقع إسرائيل، وتلج ملكوت عالم آخر يتطابق من منظور عقائدي مع حياة أخرى حرة؛ يسقط منها ماضيها وحاضرها كما يسقط واقع الكينونات الأخرى".
ورغم تجاذب مرجعية نصوص درويش وعميحاي يُلاحظ أن هنالك أيضاً تفارقاً في تشكيل مفردات الصورة الشعرية لدى كل من الشاعرين. تلك التي تتعلق بنظرة كل منهما للتفاصيل وتحديداً شعر الأم. فشعر الأم من منظور المؤلفة إضافة الى جمالياته الأنثوية عند محمود درويش هو أيضاً شعر أسطوري عصي على الإدراك في تصور المخيلة الإنسانية لأنه لا زمني، وهو كذلك ممتد وأبدي لا يمكن الإطاحة بجمالياته ولا بأي شكل من الأشكال، يستمد استمراريته الأبدية عبر التناسل البشري في دائرة الحياة والموت. ومن هنا "فإن تشكيل الصورة الشعرية تُكسب الأم البلاد القدس الأبدية والاستمرار. أما عند عميحاي فقد جسّد شعر الأم مأزق الوجود، أي وجود اليهودي في إطار تُدين ثقافة الأم ذاتها وتشكلاتها الخالصة، وتدين إحساسه باليهودية الإسرائيلية الصهيونية، ليصبح تشكيل مفردة طليقة مع العناصر الشعرية الأخرى تعبيراً عن قومية بالية".
مفرد الصحو عند حيدر محمود وكوزمان
في ديوان الشاهد الأخير لحيدر محمود، وفي القصيدة التي بعنوان "أناديك لتصحو" ثمة تواشجات عقائدية وتاريخية قوية وعميقة في توجيه الخطاب للعربي بوصفه الشاهد على حاضره الراهن، وذلك حسب رأي المؤلفة من خلال العنوان "الشاهد" والفعل أناديك، ومفردة "الإسلام في مطلع النص، لتصبح هذه المفردات دوائرية في علاقة الدال والمدلول الذي يعمّق الإحساس بالهوية القومية عبر انتظار ذات النطق، غير أن سلطة النص الشعري ذاته، بوصفها الحقيقة المرجعية، هي ما يضع ذات النطق، ولحظته في النص موضع نقاش، فسيرورة النطق تُدخل انشطاراً بين الحاجة التي تجعل من العربي "الشاهد الأخير" في حاضر أدائي يسم نموذجاً أو تراثاً أو مرجعية مستقرة في الإسلام؛ وسيرورة النطق لمنطوق الشاهد الأخير هي كذلك النفي الضروري لدى الإفصاح عن معان واستراتيجيات ثقافية جديدة في الحاضر السياسي بوصفه ممارسة للسيطرة. وتقول المؤلفة: "لقد أفضى الطابع الدرامي للحدث النصّي تفارقاً: بين الكيفية التي يشغل العربي في حاضر النطق معاً لحظتين زمنيتين متفارقتين؛ تتلخصان بأن يكون العربي هو الشاهد الأخير على الحقيقة والتاريخ والعقيدة، ويمارس في اللحظة نفسها الإنكار المتضمن في الفعل الأدائي "تُنكرني" كاستراتيجية مجتمعية تتأكد عبر التكرار، فذات النطق في النص لا تمثل في القول ولكنها الاعتراف برسوخه". وضمن علاقة لا واعية توجّه ذات النطق الخطابين المتفارقين بموقعيته الثقافية في لحظة زمنية واحدة، هي حاضر النطق في سيرورة الزمن الحاضر الأدائي، شاهد أخير، إنكار، يمارسه العربي في حياته وفكره في آن واحد.
ومن الواضح أن ما تقدمه نصوص الشاعر الإسرائيلي كوزمان، هو ضرب من الصمت الموحش لدى الشعب التائه، وكذلك هو الفراغ الذي يتأكد حين لا يُقلع عن الاستعارة الخاصة من ثقافة هي من وجهة نظره، قومية. فالنصوص تأكيد أن العودة النهائية الى أورشليم بالنسبة الى المهاجر اليهودي، هي كومة توق وصلوات لا تحدث أبداً على النحو الذي تم تخليها عليه توراتياً حيث كانوا، والنصوص كذلك لا تتواطأ مع السياسي على الإطلاق، لأنه يفصلح جلياً عن حقيقة مفادها ليس ثمة عودة نهائية، وهذا مناف لحقائق القوة السياسة.
تؤكد المؤلفة أن استعارة الفعل الأدائي "تصحو" في أحد نصوص كوزمان، التي تعبّر عن الجماعة الشعب الإسرائيلي الصهيوني بأنها الكثرة بوصفها واحد (الله)، مدعاة وميل الى إضفاء طابع الكلية والامتلاء على الاجتماعي في زمن شبحي فارغ، متجانس، وهو تكرار لذلك النقص في الأصل البيداغوجي الذي تم من خلاله تحويل الفضاء الى مكان والجماعات المتخيلة الى دولة إسرائيل.
إن تعيين هوية اليهودي الإسرائيلي الصهيوني في خضم الصراع في أورشليم يتاكد عند الحد الذي يبيّن الذات في الزمن الحاضر، حيث أن سلطة الذات (اليهودي) الإسرائيلي في الزمن الحاضر هي سلطة منزوعة التاريخ، وهي ما تنتج في الفترة التاريخية ذاتها مجتمعاً إسرائيلياً منضبطاً ومتماسكاً وحضارياً حداثياً؛ يسعى لإكمال الدائرة بالسيطرة كلياً على القدس "لكن سلطة القوة في هذا الشكل منزوع التاريخ تحفر وجوداً لليهودي الإسرائيلي على حساب الفلسطينيين ممن كانوا يغدون في الوقت ذاته شعوباً بلا تاريخ، وهم في الحقيقة غير ذلك، ولكن أياً كانت هذه المقدرة الابتكارية للذات عقائدية كانت أم سياسية أم فكرية حداثية، فإنها لم تزح مرآة التمثيل في النص الشعري العبري؛ حيث يتكشّف الخطاب في حالة انشطار وتشظي وقلق وصراع يتحدى على نحو ملائم القوة السياسية إسرائيل وكذلك إحساس اليهودي بالهوية التاريخية للثقافة بوصفها قوة تدخل التجانس.