الضوء الأخضر لعباس حول السلاح حافز للسلطات اللبنانية لاختباره ميدانياً

بقلم: 

يحتاج كلام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن ان قرار السلاح الفلسطيني في لبنان هو في يد رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحكومة – وهو كلام عام – الى تحديدات واجتماعات قريبة لبنانية –  فلسطينية على المستويين السياسي والعسكري لاختبار مدى جدية هذا الموقف ومدى تجاوب ممتلكي هذا السلاح على جمعه ووضعه بأمرة الجيش او تسليمه الى القوات المسلحة التي تتولى لاحقا المسؤولية الامنية عن تلك المخيمات، بحماية سكانها في الداخل ومن الخارج.

 

ودعت مصادر قيادية الى ترجمة تصريحات "ابي مازن" عن هذا الموضوع، وهي بمثابة "الضوء الاخضر للتصرف الفوري، لأن ذلك سيساهم في حال الإمساك به في تقوية الاستقرار الامني، لأنه اذا بقي على حال الفلتان الذي هو عليه حاليا، فهو يمكن استخدامه في اي وقت من اجل التوتير والاشتباك مع الجيش. وما يعزز مباشرة اجراء الاتصالات لترجمة ما وعد به عباس من دون اي تلكؤ هو ان هيئة الحوار الوطني سبق لها ان اتخذت قرارا في احدى جلساتها، بمصادرة هذا السلاح صونا للسلم الامني.

وسألت عما اذا كان عباس يقصد بتفويض الرئيس سليمان التصرف بالسلاح الفلسطيني، سلاح جميع الفصائل ام سلاح منظمة "فتح"؟ وما اذا كان المسؤولون في المخيمات المنتشرة في مختلف الاراضي اللبنانية والتابعون لتلك المنظمة سيتجاوبون من دون تردد او انهم سيثيرون موضوع الخطر الاسرائيلي في الهجوم عليهم، او انهم مضطرون الى الاستمرار في اقتنائه للدفاع عن اعتداءات قد يشنها عليهم فلسطينيون من فصائل اخرى يعيشون معا في المخيمات نفسها. وهنا عاد الى الاذهان وعد الرئيس السوري بشار الاسد في بداية عهد الرئيس سليمان، انه على استعداد لدعم الحكومة اللبنانية في جمع السلاح الفلسطيني على انواعه من خفيف ومتوسط وثقيل، وخصوصا من المنظمات التابعة لسوريا كـ"فتح الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية القيادة العامة". الا ان السنوات مرت ولم يبق من ولاية سليمان سوى اشهر، والاسد لم يف بما وعد به.

ورأت ان كل ما جرى في محادثات عباس مع المسؤولين او مع عدد من الشخصيات لم يحمل اي جديد سوى ترداد مواقف سبق له ان اعلنها من ان "وجود اللاجئ الفلسطيني في لبنان موقت ولا يطمح الى التوطين، وهو بإمرة السلطات الفلسطينية، والمطالبة بإعطائه حقوق اللاجئ من اجل تحسين حياته المعيشية". وشدد على ان "اللاجئ لا يريد التورط في السياسة الداخلية اللبنانية والوقوف الى جانب فريق دون الآخر ولا التدخل في الازمة السورية مع النظام او ضده. والجديد الذي اثاره في هذا المجال هو اعطاء وعد بإعادة اللاجئين الستين ألفا الى مخيمات سورية بعدما نزحوا منها بفعل الوضع الامني الخطير، وان العودة ستكون لدى استتباب الامن في تلك المخيمات. واكدت ان الجديد الذي حمله الى المسؤولين هو نفحة تفاؤل بإمكان استئناف المفاوضات مع اسرائيل، منوها بالجهود المكثفة التي يبذلها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في الديبلوماسية المكوكية التي يقودها منذ ان قرر معالجة هذا الملف. وافادت ان عباس يتميز في موقفه المعتدل من التعامل مع المسؤولين في قضايا اللاجئين في لبنان بحكمة ومسؤولية وتفهم لوضع اللاجئين في لبنان، ويتجنب اي صدامات جديدة مع سلطاته، مستفيدا من الاخطاء السابقة لمنظمة التحرير، وهذا ما يريح المسؤولين من كلا الطرفين، واللاجئين في المخيمات.

khalil.fleyhane@annahar.com.lb

المصدر: 
النهار