الانقسام والشراكة الفلسطينية الغائبة

بقلم: 

تسع سنوات عجاف مرت على الانقسام الفلسطيني ألداخلي ومما يبدو فإن الوضع الفلسطيني بحاجة إلى مخاض عسير كي ينتظم في مساره المأمول الذي يعيد للفلسطينيين الأمل ولقضيتهم الحياة بعد أعوام من الألم والكارثة والهوان.

غياب الشراكة لا ريب أن ثقافة الشراكة الوطنية غائبة تماما عن التفكير اصحاب الانقسام وغياب تام للفصائل، وما تم تداوله طيلة المرحلة الماضية عن استدعاء قيم ومفاهيم الشراكة السياسية في إطار اتفاقات وتفاهمات المصالحة ظل يراوح، فقط، في إطار الشعار المجرد لأغراض الاستهلاك الداخلي، لنكتشف أخيرا أننا أمام واقع مؤسف تغلب عليه ثقافة الهيمنة والاستحواذ والرغبة في إقصاء الآخر. ومما يؤسف له أن تجربة السنوات الماضية، بما حوته من مآس وآلام ومصائب في ظل الانقسام، لم تكن كافية لإعادة صياغة التفكير السياسي الفلسطيني باتجاه موجبات الشراكة الحقة، والاستقامة على رؤية جامعة تعلي المشترك الوطني العام على السياسي اصحاب الانقسام، وتنزل عند حدود المصلحة الوطنية العليا أيا كانت الكلفة أو الأثمان المترتبة عليها. وقد ناقش الفلسطينيون بكافة مشاربهم السياسية والفكرية والثقافية حيث الجهود المتواصلة على مدار تسع سنوات لم تكن كفيلة بأنهاء الانقسام اطلاقا ومن هنا فلا توجد استراتيجيات فلسطينية وطنية موجدة موحدة.

الخلل الفلسطيني السياسي إثر سلبا على المشروع الفلسطيني برمته وحيث ان الخلل جاء من خلال من الفئوية الحزبية الضيقة والنظرة بأفق الحزب او التنظيم وليس الوطن أي الوطن يختزل بالحزب ومصلحة الوطن بالحزب. لقد جرى اهمال متعمد من اصحاب الانقسام بكل الافكار والطروحات السياسية التي توجت من كافة شرائح الشعب الفلسطيني والنخب السياسية وهذا الفشل اثر بشكل كامل وثابت على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدفاع عن الحقوق الفلسطينية وحتى وصل الحد لانتهاك لحقوق المواطن الفلسطيني وما زال الاحتلال يتمدد بكافة الصعد على حساب الانقسام الفلسطيني سواء بناء الجدار او الاستيطان وسرقة الأراضي وبناء المستوطنات واضحت القضية الاساسية للحزبين الكبيرين المناكفات الأساسية وليس الاحتلال وسلوكه الخشن اتجاه الشعب الفلسطيني . الانقسام يعنى رفض الهدف الأساسي الفلسطيني والمشروع الوطني الفلسطيني وكل ذلك اثر بشكل سلبى على المواطن الفلسطيني وادى الى نتائج عكسية لدى الشباب الفلسطيني وهى الاحباط والتخبط السياسي والفئوية الحزبية القاتلة وحيث ان صعود قوى اليمين الإسرائيلي وانتهاء اتفاق اوسلوا سياسيا او بالقاموسين الفلسطيني والإسرائيلي وانتهاءه وان احياء عملية السلام كما هي احياء ميت ولا يمكن قبول الاموات في ظل الوجود اليمين المتطرف وحيث ان الواقع العربي الصعب في ظل التحالفات العلاقات المتشابكة وحيث ان بما يسمى الربيع العربي اثر سلبا على القضية الفلسطينية وخدم المشروع الإسرائيلي بكل حيثياته السياسية ولا يمكن التعامل بقضية صعبة ومتشابكة ولا يمكن التفكير العمل بتحرير فلسطين دون البعد العربي بكل مفاعيله السياسية ومن هنا التقرب الى الدول التي لها علاقة بالمشروع التحرري الفلسطيني في ظل غياب الرؤية السياسية الفلسطينية الجامعة ووجود قطبين سياسيين كبيرين ومسيطران جغرافيا كل على جزء من ارض فلسطين ومن هنا فلا بد النظر الى الواقع الفلسطيني ببعده العربي من فلا بد توضيح بعض الامور . 1_

اسرائيل ونخبها السياسية والثقافية غير مستعدة لتنازلات سياسية على الارض الفلسطينية على اعتبار العامل الديني أحد اهم عوامل الحكومات اليمينية المتطرفة والبعد الجيوسياسية 2_

انشئت اسرائيل بإرادة بريطانيا وفرنسا ومن ثم الولايات المتحدة الامريكية أسي هزيمة لإسرائيل هو هزيمة للمشروع الأمريكي بالمنطقة على اعتبار ان اسرائيل لها دور وظيفي سياسي بالمنطقة 3_

الانقسام والربيع العربي إثر سلبا على المشروع الفلسطيني وحيث ان لا استراتيجية وطنية فلسطينية يمكن التعامل معها كعامل أساسي وسيأسى محدد التفاعل 4

إن الوضع الفلسطيني الداخلي وحالة الاستعصاء السياسي في ظل أزمة الانقسام وما زال الخلل موجودا منذ تسع سنوات وما أفرزته من مصائب ونكبات، لم يعد قادرا -بالمنطق الوطني- على مزيد من الصبر والاحتمال، كما أن التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية في ظل حكومة يمينية تعتمد اسلوب العنف حلا وحيدا لها في وقيادة ائتلافا يمينيا حاكما معاديا للحقوق الفلسطينية، فضلا عن معطيات الواقع العربي والإسلامي والدولي المعروف، بحاجة إلى صحوة فلسطينية عارمة، تقود إلى تبني مشروع تشكيل تيار او قطب ثالث يقود العمل بشكل مواز و إنقاذ فلسطيني شامل ، توطئة لإعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني بمنهجية سياسية قادرة لتحمل مسؤولياتها ، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في مركز صنع القرار الإقليمي والدولي، عبر جهد مركز على عدة جبهات ومستويات بشكل متواز