هل تقطع حبال ايران، أم ان كفة الميزان راجحة لها؟

خطابات سياسية كثيرة تتنافس على اثبات صدق اعتقادها، والشغل الشاغل الأخير اثبات كون ايران تشكل خطراً أكبر على الشرق الاوسط من الولايات المتحدة، ما صحة الاعتقاد، ومن أين جاء؟

لعل الفيروس الأكبر من يقرر جعل أحدهم خطراً على الآخر، في حين أن ذات الفيروس هو الخطر المحتم لانهاء الطرف الأخير، وسعياً لبقاءه مسيطر سيفعل الكثير، لكن أن صنع وباء خارج حدود القارة وارسل ليفتك بشعب ما مقارنة بالوباء الذي صنع من صميم المنطقة نفسها، اي وباء يكون تأثيره أكبر؟
حقيقة الأمر أن ايران تعتبر نفسها وصي على الشيعة العرب في الشرق الاوسط ويظهر جليا بكونها تدعم الحركات الشيعية في دول الشرق كاليمن ولبنان والقطيف في السعودية، وأن السياق لا ينتهي عند الدعم فقط بل تعدى ذلك بكون ايران تتدخل في شؤون دول الشرق الأوسط بأن تظهر قوة للمستضعفين في تلك الدول، خاصة التي تحتوي على جاليات شيعية مثال على ذلك ما حدث أثر اعدام المواطن السعودي نمر النمر فما كان بايران ألا أن تدخلت بذلك، ولكن من اعطى ايران حق الاعتراض على اعدامه سوى أنه شيعي!
إن الهدف الايراني خفيا نوعا ما، لكن التاريخ يستحضره بقوة وما يدلل على ذلك الدعم المستمر للشيعية في المنطقة، هذا وتسعى ايران لتشكيل الهلال الشيعي وبلغة أخرى تهدف لاعادة انشاء دولة الفرس في الشرق الاوسط، فعليا أن لعبة ايران خطيرة نوعا ما فهدفها يبدو قريبا المنال خاصة حين تنطق باسم ايران في حضرت البعض، فالتأييد الذي حصلت عليه جراء ظهورها قوة للمستضعف ووقوفها ضد اسرائيل ونصرتها ودعمها لحماس في فلسطين دعم موقفها بشكل واضح.
فكما يقول التاريخ أن خطر ايران السياسي ومصالحها الاقتصادية والسياسية أكبر من امريكا لكونها دولة من دول الشرق اذا فهي وباء من ذات المنطقة وأن سيطرت سيكون الوباء فتاك.
ما يطرحه الواقع أنه بعد 12 سنة من مخاض صعب تم التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، الأمر الذي سيغير شكل الصراعات في المنطقة، بأن قامت الولايات المتحدة بتقديم تنازلات لعدة اسباب منها أن تكاليف الحرب ضد إيران لا يُمكن حسابها، و أن كل خصوم إيران كانوا يلقون على أمريكا عبء هذا الخطر، فحقيقة الأمر أن الانفتاح على إيران في ملفها النووي جاء تحت نية خفية من امريكا تسعى على أثره لتمكين خصوم إيران الخليجيين، وبناء منظومات دفاعية لحماية تواجدها مقابل الوباء الداخلي، وهذا ما قد تصل له، اذا ورد هذا التساؤل في بالك "لكن لما قد تقدم امريكا تنازلات وترفع حظر المعاملات عن ايران؟"، خطتها تقوم بالاساس على تقوية عدو ايران بالمنطقة، فكل ما سبق يؤكد على كون امريكا لا ترغب بقوة تهدد مصالحها بالمنطقة و ما يؤكد على ذلك تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما آنذاك حين أكّد أن هذه الشراكة لا تهدف إلى "إضفاء صفة الاستمرارية الأبدية على المواجهة طويلة الأمد مع إيران، كما أنها لا تستهدف تهميش إيران".
فصحيح أن الاتفاق رفع الحظر عن المعاملات لكنها اوقفت نشاطها النووي مقابل ذلك ووضعتها في كماشة المراقبة، فمطامع امريكا أكبر بكثير  لتقوم باخراس أي قوة اخرى تحاول الصعود مكانها، فخوف امريكا من الخطر الايراني مباح فأن لجأت للجانب العقائدي أو الطائفي فأن تأثيرك يكون أكبر لأنه الانسان بطبيعته عاطفي اتجاه ما يعتقد ويؤمن به، خاصة وأن ايران تسعى لخلق زعزعة في المنطقة واخيرا تظهر كقوة حامية تتمسح بالدين، مثال ذلك دعمها لحماس وللاخوان االمسلمين في مصر.
أخيراً، ايران تسعى لجعل نفسها دولة شيعية، الأمر الذي ينتج الزعزة الطائفية مابين الشيعي والسني، ونتيجة للنزاعات في الشرق الاوسط سيكون الحل امام العالم هو تشكيل دويلات طائفية والذي رسمته الولايات منذ زمن ألا وهو الشرق الاوسط الجديد، فكما قسم الشرق الاوسط مسبقا ستعود ايران لتجزئته مرة أخرى، هذا وكل الدلائل تشير لكون ايران الخطر الأكبر برغم من كون المصالح الأمريكية ستجرها لفعل الكثير لمنع تشكل قوة داخلية مضادة.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.