إني أنام بين جنبات الليل البهيم ..
اتقلب بوجهي على الأرض وكلي أنين ..
أنا ذالك من تلحف الفضاء ..
وتوسد الأرض ..
وعانقت روحه الليل الطويل ..
اعرفتم من أنا ..ومن أكون ..
قد تعرفونني ومما ينزفه القلب..
هناك في الأعماق آهات مجروحه..
وهناك صيحات باتت في نفسي مخنوقة ..
وكذا الاشجان والتضاعيف مني ..
وكل ما في مقيد بكل أنواع السلاسل ..
مكبلة بالاغلال حريتي ..
مسجون في زنازين الدهر ..
فهل عرفتم من أنا ..
إني عهدت لقدماي أن تسير في الطرقات ..
تدوس فوق حواجز الموت ..
لعلي أجد نفسي ..
ولعلي أحقق لذاتي بضعا من مصير ..
وعهدت لعيناي ..
أن تبحث في دروب التيه ..
وأين تلك الدروب ..
أراها مزروعة بالاشواك ..
بقنابل تلهب الأرض من تحتي ..
وتكاد أن تقتلني ..
وكيف لي أن أموت ..
وليس في جعبتي ..
لا إسم .. ولا هويه .. ولا عنوان..
اعرفتم من أنا  ..
إني محمول فوق الجراح والآلام..
يتقاذفني الموج.. هنا وهناك ..
أكاد أن أغرق في بحر الضياع ..
وأنا من سطر لكم من الآهات ..
وفي ريشتي ألوان من الحبر ..
جمعتها من بحر العذاب ..
ولعلكم تدركون هويتي ..
وتعرفونني من بعدي عن وطني..
واليعلم العالم أنها قصتي وشخصيتي ..
ومنها نسجت خطوط حكايتي ..
وجعلت من ألوان الدم لون قصتي..
فهل عرفتم من أنا.. ومن أكون ..
إني عربي.. فلسطيني.. مشرد ..
مسجون في كل معتقل ..
ومقتول بكل الأيدي ..
وإن لم تعرفني ..
فأعرف أن هذا هو عنواني ..
وعنواني هوا مهجري ..
وغدا فيه يكون حريتي ..
وتحيتي للوطن وقلبه وروحه الطهور ..