سألقن غيابكِ درسا في آداب الحضور !

الغياب

سأدرب لهفتي على صباحات مؤجلة، تعدُّ مراسم الاحتفال، وترتب من نفاذ الصبر فناجين قهوتك، وسجائر المالبورو بنكهة النعنع.

والى أن تحدثين، سيظلّ صباح تلو صباح ، يعلن عن عطل تمّ في شروقه ، بسبب اضراب العصافير عن الغناء في غيابكِ !

سألقن غيابكِ درسا في آداب الحضور، وأستجوب ما يعتقد أنه ظلكِ يجرجر غيابك في روب الحمام، أو أنقب بين اسنان مشطكِ عن شعرة معاوية بيني وبينكِ، شعرة واحدة تكفي للاستشعار عن بعد بما كان من حضورك،

سأطلق العنان لشياطين مخيلتي، لعلها تفلح في تحضير أرواح حضورك، وسأحتفي بطيفكِ يتمختر بالفيزون بين المطبخ والصالون وهو يقرقش ( الشيبس ) !

سأعاقب غيابك وأدعوه على العشاء في المطعم البحري، واطلب له شوربة السمك التي لا تحبين، وأتحايل عليه باني سأذهب إلى الحمام، وأهرب من الباب الخلفي، واشمت به وهو يتعارك مع "الكرسون " لأنه لم يدفع الحساب !

واتسكع مع حنيني، وأنا انصت للهاث الشوارع تحت خطواتكِ، وأحدّق في الحدائق لعل زرا من قميصكِ بين التراب، واعود من جديد احضر أرواح حضورك لصباحات مؤجلة تشرق بالحنين !

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.