هل هذه حقًا هي فلسطين التي تهشم "قواريرها"؟!

دبكة

منذ الأمس وأنا أتابع تعليقات أقل ما يمكن وصفها أنها غريبة عن المجتمع الفلسطيني ،

فقد غصت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مختلفة حول دبكة عادية لشابات وشباب جامعة بير زيت ،

وان كنت أتفهم من اعترض على توقيتها مع تشييع الشهداء ، الا أنّي وقفت مشدوها أمام لغة جديدة غريبة عن الأخلاق الفلسطينية التي نعرفها ،

وهي التطاول على أعراض الفلسطينيات بتعليقات حقيرة مست أغلى ما يعتز به الفلسطينيون الشرف ، الذي من أجله خسر الفلسطينيون الأرض من أجل العرض،

والغريب ان معظم هذه التعليقات بدرت من اولئك الذين يختفون خلف ستار الدين الذي لا تسمح أخلاقه السمحة بهذه البذاءة التي تناولت أعراض "قوارير"

فلسطين التي لم نرفق بها !

هل هذه فلسطين حقا التي عرفناها ! قبل أن نجد فيها من يتطاول على حرائرها ، ويهين بناتها بهذه الرعونة الغريبة عن اخلاق المجتمع الفلسطيني ؟ !

هل هذه فلسطين دلال المغربي ، التي قادت الرجال إلى شواطئ تل ابيب ، قبل أن تنمو لفلسطين " لحية " كاذبة تفتت نسيج المجتمع الفلسطيني في هذا التخلف الذي يختفي خلف هذا " التدين السياسي " القادم الى بلادنا من كهوف طالبان ؟

هل خرج الفلسطينيون من الإسلام لكي يعيدهم إليه فقهاء الظلام الذين ينمون كالفطر في بلادنا ؟

وإلى أن تدرك دكاكين "الاسلام السياسي" أن الفلسطينيين خرجوا من بلادهم وليس من دينهم ، وأن صراعهم مع إسرائيل صراع وطني وليس ديني كما تريد إسرائيل ، فإن السكوت عن هذا الانهيار الأخلاقي الذي نراه اليوم في المجتمع الفلسطيني يعتبر خيانة وطنية ،

ليست القصة قصة دبكة عادية ، طول عمرها فلسطين تمارسها وتذهب إلى صلاتها في الجامع او الكنيسة قبل تنمو لفلسطين " لحية كاذبة " تهشم قوارير فلسطين ، وبدل أن ندبك يدا بيد ندبك ببعض !!

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.