"سنة عن سنة" !

2016

إلى أن هرمّنا يا فيروز، وفتك الزمان " بعهد الولدنة " !

سنة "تنطح "سنة ، سلمتنا "لشجرة الأيام" على مفرق طريق، وتركتنا نحتفل برأس السنة التي شابت في رؤوسنا ، وأزمن الزمان في زماننا، و" وضاع الهوى وتغيرت فينا الدنيا " لنحدّق في " شجرة الأيام " ونقول لها في العام الجديد :
" يا شجرة الأيام غيرنا الهوى.. فرفط لنا الورقات وعرينا سوا "

سنة عن سنة يا سيدة صباحنا العربي يا فيروز ، ونحن نبحث عن الفرح الضائع في هذه الأمة ضياع " شادي " !

ونبحث عنه في أبراج "ماغي فرح" التي تطل علينا كل عام بشفتين منفوختين "بالسيلكون" لتوزع علينا فرح المنجّمين ، سواء صدقوا ام كذبوا، لا يهم .. المهم نحتاج هذا الفرح المنفوخ "بالسيلكون" لندخل العام الجديد برجلنا اليمين ، ونطلق أحلامنا كالمفرقعات النارية في سماء العرب التي نذبح بعضنا بعضا تحتها، ونحلم بأوطان أكثر حنانا من هذا " الطنين " الوطني الذي يوزع مواطنيه قوافل من اللاجئين ، تجوب بحار العالم بحثا عن وطن مفتعل، مثل " فرح " ماغي فرح المنفوخ " بالسيلكون " !

هرمّنا يا فيروز ! ونحن نبحث عن بلاد في بلاد الاخرين ، وغصّت بنا المنافي ، ونحن نسأل " الجبل البعيد " ان كانوا " خلفك " " حبايبنا " مازالوا حبابينا ؟!

سنة عن سنة وهذه الأمة " تكبّر " واوطانها تصغُر ، ومقابرها وحدها التي تكبر ، وتبحث في أوطان الاخرين عن أوطانها ، التي " خبّرها " عنها "العندليب " يوما انها ستعود الى حيّها احياء وليس امواتا " رايحين على القدس شهداء بالملايين " !

عشية العام الجديد ، أحدّق " بشجرة الأيام " وأبحث في عريها عن ورقة واحدة ، اقبض عليها بيدي ، لتمهلني ان أزور فلسطين هذا الربيع القادم ، وأزهر مع زهر اللوز من جديد !

وكل عام وانتم بخير !!

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.