"عكاشة" هو التجلي الحقيقي للبعبع!

عكاشة

توفيق عكاشة هو التجلي الحقيقي للبعبع الذي تصنعه الأنظمة لتخيف به خصومها، أو لتسفههم، كما في حالة هذا الرجل، ولتسفّه أي حوار معهم.
لقد ظهر هلال الرجل عندما همّت مصر لتطيح بحسني مبارك. وحاول أن يدافع عنه بكل ما أوتي من قوة.

كان أداة للنظام البائد، لا يُبح صوته في الصراخ دفاعًا عنه.

كان صوته الغوغائي مقابل أصوات إعلاميين كبار لهم حضور مقبول على الشاشات، بدأوا يتنحنحون خلال الدفاع عن مبارك، وفترت همتهم أمام حراك الشارع.
لكن الحراك كان أقوى من أن يتمكن بوق من كتم هديره.

في فترة محمد مرسي، سطع نجمه كثيرًا، فقد صار التسفيه والحط من الإعلام مطلوبًا أكثر، في مواجهة دعاية إخوانية لم تستطع هي الأخرى أن تدافع عن حضورها، لأخطاء وعقبات داخلية، وتدخلات خارجية، رأت في هذه الحركة تهديدًا لكل الجهد الذي بذل على هذه البقعة من العالم، في إطار فوضى خلاقة، خلقت دماءً تسفك دون أن يرف جفن لأحد.

انتصر عكاشة، البعبع الذي صنعه النظام، فصار صاحب حق في الغنيمة. لم يغرِه تسديد الرماح عن أُحد النظام، فترك موقعه ليجمع الغنائم، مع المنتصرين.
تضخمت أناه فصار شمسًا، وصاحب كرامات وأعطيات.

هنا، فلتت الأداة من يد صانعها، وانقلبت حجابات النظام شعوذات عليه. وها هو عكاشة اليوم، بعد أن فاز بعضوية مجلس النواب؛ يطالب بأن يكون رئيسًا له، وبدأ يخوض حربه ضد كل الأصوات التي تقلل من حجمه، بما فيها النظام.

"أعلمه الرماية كل يوم.. فلما اشتدّ ساعده رماني".

وأنا "أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"، وأربي الأمل كي يفوز عكاشة. سنعوض النقص الحاد في المسرح الهزلي المندثر.
بركاتك يا عكش.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.