عيد الميلاد !

الاعياد

اشعلت بيت لحم شموعها ، وذوت شموع " الحانوكا " في شمعدان الغزاة ، وانتصرت بشارة الله في الناصرة على حقد الملك داود ،

وسطع نور طفل المغارة في مهد بيت لحم ، واحتضنت مريم الفلسطينية ابنها ،

مسحته بزيت الزيتون وصار لأرض الزيتون مسيحها الفلسطيني رسول السلام في بلاد لم تعرف السلام يوما !

اشعلت بيت لحم شموعها ، ورتلت حزنها الفلسطيني في كنيسة المهد ، وانظار العالم توجهت نحو المدينة الاسيرة خلف الجدار العازل ،

تصلي للسلام بين دبابات الغزاة ، وجرافاته تفترس اشجار الزيتون ،

هي الشجرة التي يكرهونها منذ ان صنعوا من خشبها صليب المسيح الذي حمله على ظهره في طريق الجلجلة !

عيد ميلاد المسيح ليس عيدا دينيا فقط تحتفل به طائفة من الفلسطينيين، هو عيد وطني فلسطيني لشعب ما يزال ينزف على الصليب،

هو تحدي اصحاب البلاد لسعار الاستيطان الذي يلتهم الأرض حول كنيسة المهد، ويزرع الغرباء في بلاد الزيتون كالطحالب،

هو السطو على التاريخ وتزوير حكايتنا الفلسطينية بعبرية ركيكة بدأت بصلب المسيح وبسلب ارضه بين الناصرة وبيت لحم بين مخيم اليرموك والجليل، بين غزة ورام الله !

يحتفل الفلسطينيون بعيد ميلاد المسيح ليسقطوا منطق التهويد الذي يريده نتنياهو ليزوّر التاريخ، وليجعل من شموع الحانوكا بديلا عن شموع بيت لحم،

وهيكل سليمان بديلا عن المسجد الاقصى، والجليل موطنا لجلعاد، وتل ابيب بديلا لـ يافا،

هو السطو على روحنا الفلسطينية وترجمتها إلى عبرية ركيكة، هو السطو على قرص فلافل في عكا ليحمل الجنسية الإسرائيلية !!

في عيد ميلاد المسيح تصبح كل شجرة زيتون في فلسطين شجرة عيد الميلاد، يزينها الفلسطينيون بأضواء الأمل بزوال الاحتلال وبلا جدار عازل يعزل بيت لحم عن الناصرة ورام الله عن القدس وغزة عن يافا !

اشعلت بيت لحم شموعها وذوت شموع "الحانوكا " في شمعدان الغزاة وكل عام وفلسطين بكل طوائفها بخير!

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.