في حضرة عام يحتضر!
في حضرة عام يحتضر، ويلفظ آخر أيام الرزنامة ويذوي أمام عينيك كسراج في الرمق الاخير من زيته حاول أيها الغريب أن ترتب أحلامك لعام جديد يستعد للهبوط على زمانك ويزيد ازمانك سنة جديدة !
حضّر افراحك أيّها الغريب وانتظر هذا الـ 2016 ، قد يصلح ما افسده الدهر فيك في وعورة التجاعيد، ولعله أكثر حنانا من عام سيمضي بما له وما عليه!
حاول أن تكون رجلا منزوع الخيبات، وأطلق عنان بلاهتك لتوقعات ماغي فرح التي كل عام تقول لك: برجك هذا العام سيكون أفضل من العام الماضي!
تشجع يا غريب وأطلق أحلامك كألعاب نارية في سهرة رأس السنة، وقل لأمنياتك أن تنطلق على حلّ شعرها في بث مباشر، ولا تأبه لكل هذا القنوط القاطن فيك!
حاول في العام الجديد أن تكون فلسطينيا على ما يرام، و "طنش " عن 67 عاما من التشرد، واسهر سهرة رأس السنة في مطعم تشرين في الناصرة، و اشرب نبيذا من عنب الخليل ، وقشر برتقالة من يافا، واطلق افراحك مع عصافير الجليل، واستبشر خيرا امام كنيسة البشارة، وارسل قبلة في الهواء لأولى القبلتين في القدس!
انتش كعك القدس أمام مخبز المصرارة، ووزّع سرورك على أسوار القدس، وادخل عامك الجديد من باب العامود، وانسى خرافة في التلمود!
في العام الجديد كن فلسطينيا في مقهى رام الله، تشرب ايامك على مهل، وتصون شبابك من شيخوخة قد تصيبك في شارع في المصيون!
كن في غزة تلتهم سمكة بالفلفل الحار على شاطئ البحر، وتسخر من غربة النوارس، وترسم على رمل رفح سهما يخترق قلبك!
في العام الجديد كن كما تريد، وارسل قلبك إلى بلادك ولو رسالة زرقاء في صندوق البريد!
في العام الجديد لقد بالغت في الاحلام يا غريب !
توقف عن أحلام توجع قلبك !
في العام الجديد أيّها الفلسطيني المشحر: انطم واسكت !