الصباح !
يقظة الازرق حين تداعب نعاس ستارة الشباك ، هذا الخاشع الصامت ، يفض بكارة يومك ، ويفيض حولك بدهشة البدايات حين يبدأ بطعم النعنع في فرشاة اسنانك ، وهي تحاول ابتسامة ناصعة البياض تتثاءب في مرآة حمامك !
الصباح هو الصمت النبيل يحدق في سواد قهوتك في فنجانها الابيض ، تلتقط اذنه بأصبعين ، لكي لا يصغي لصهيل روحك !
الصباح هو الصامت الازرق ، يثرثر فيك كل صباح ، ويعبث في صندوق ذاكرتك ، ويأخذك الى صباحات لم تعد صباحك !
يحلو دوما لهذا الازرق اللئيم ان " يببحش " فيك ويشعل سجائرك وينفث دخانها حولك ، مثل أي مشعوذ يحاول تحضير ارواح روحك !
الصباح هو روحنا الطازجة تشرق فينا كل يوم ، وتشرب فينا قهوتها ، وتدخن سجائرها ، وتمشط شعر بنات افكارها ، وتعد لها شطائر الحنين ،وتأخذها وتأخذنا الى بلاد ومدن ونساء واصدقاء والى ايام لم تعد في ايامنا !
الصباح هذا الازرق " الصافن " يمارس لعبته اليومية في صفاء صفوك ، ويفتش في قلبك عن حب قديم مازال يمارس شيطنته في سعال شيخوختك !
ويفتح بلا استئذان البوم الصور ويتفرج على شبابك بالأسود والابيض ، ويسخر من سوالفك العريضة ، وبلاهة حَب الشباب في وجهك !
الصباح هو الشرود الصباحي يشرّد روحك على الازمنة ويعيدها اليك كشريط كاسيت ، قبل ان تدخل التكنلوجيا الى عصرك ، لتنقر بأصابعها الكسولة الاي فون او لوحة الكيبورد في اللاب توب ! وتصور ايامك " سلفي " بالوان الديجتال !!
الصباح هو الحب يفتح ازرار قميصه الازرق على قفصك الصدري ، ليطلق عصفورا هو قلبك !
لينعش روحك بعبير مكياج اللانكوم يعبق في القطار الصباحي وانت متوجها الى عملك تحمل حقيبة قلبك ، وتسند رأسك على زجاج النافذة وتحلم في بلاد ستكون يوما بلادك !