الصورة التي فضحت "الاستخدام العربي" للفيسبوك

بقلم: 
العرب

حالة من الاستفزاز الشديد أصبت بها حين شاهدت منشوراً، أقل ما يقال عنه أنه تافه، قد حظي بقرابة مليوني تعليق وأربعمئة ألف إعجاب من قبل المستخدمين العرب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

صورة تم ادخال تعديلات عليها عبر برنامج معالجة صور، جذبت مئات آلاف العرب عبر الفيس بوك، فقط لأنهم ظنوا بأن فتاةً فاتنة هي من تظهر بالصورة، إذا يستغبيهم صاحب الحساب الذي نشر الصورة بالقول :" أكتب رقم 6 وشاهد ماذا سيحدث للصورة خلال 3 ثواني" والمصيبة أن كل تلك الألاف المألفة كتبت الرقم ستة وانتظرت، بكل سذاجة، حتى أنني طالعت مئات التعليقات على الصورة ولم أجد من بينها تعليقاً واحداً يستتفه الصورة وما كتب عليها، ويستتفه استغباء عقول الناس "الأغبياء أصلاً" بهذه الطريقة.

في غالبية دول العالم المتقدم يبحثون كيف يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تنفيذ الدراسات، وفي تسهيل تنفيذ بعض المهمات، وغيرها من الاستخدامات المفيدة، بينما غالبية الاستخدام العربي للفيسبوك مثلاً، ينصب حول نشر النكات، والعلاقات العاطفية، وإهدار الوقت، والكثير من المواضيع ذات القيمة المتدنية، وعلاوة على ذلك، فإنه المستخدم العربي يقضي أضعاف ما يقضيه أقرانة في أي منطقة أخرى بالعالم.

ولا أنكر وجود بعض الذين يحاولون استخدام الفيسبوك بالشكل الجيد، وهو ظاهرون لما يبحث عنهم، ولكنهم لا يقارنون بالأعداء الضخمة، التي تبحث عن كل ما هو سيء في الفيسبوك.

كما تظهر هذه الصورة، حالة الكبت والحرمان، والتي يعاني منها الجمهور  العربي، والتي نتجت هي أصلاً عن الضرر الكبير الذي أصاب منظومة القيم في السنوات العشرين الأخيرة، والفقر الشديد، والحروب والتفكك الاجتماعي.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.