أيتام " موطني "!

موطني

صدحت حناجر الفلسطينيين امس بنشيد " موطني " بين رام الله ومونتريال ، وبين نابلس وواشنطن ، وبين جنين ومخيم برج البراجنة وبين الناصرة ومخيم اليرموك ، بين بيت لحم والفاتيكان ، بين القدس وهذا الكوكب !

انشد الفلسطينيون " موطنهم " وعادوا الى تشردهم يحدقون في هذا العالم الذي يتفرج على حناجرهم وهي تحاول وطنا في النشيد بحثوا عنه في دفاترهم العتيقة في كلمات شاعرهم ابراهيم طوقان قبل ان يسلب الوطن من نشيدهم الوطني وتنعق الغربان في بلادهم بنشيد " هتكفاه " الاسرائيلي ، وبين " موطني " ابراهيم طوقان و " هتكفاه " نفتالي هرتس امبر

يتفرج هذا " العالم الحر" على اخر شعب في الدنيا مازال تحت الاحتلال يبحث في النشيد عن وطن على هذا الكوكب !

والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ

في هواك في هواك

هل أراكْ هل أراكْ

ولعل " هل أراكْ " هذه مفتاح اوجاع ملايين الفلسطينيين الذين مازالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم في مخيمات تشردهم ويتفرجون على بلادهم وهي تسرق امام اعينهم منذ 67 عاما

في اكبر عملية سطو تعرض لها شعب في الدنيا !

حاول امس أيتام " موطني " ان يصرخوا في وجه هذا العالم المزركش بحقوق الانسان وحقوق الحيوان وحق الباندا من الانقراض ! لعل في هذا العالم من يمنح هذا النشيد وطنا

الشبابُ لن يكلَّ همُّه أن تستقلَّ أو يبيدْ

نستقي من الـردى ولن نكون للعدى

كالعبيد كالعبيد

حاول الفلسطينيون في " موطني " امس ان يعودوا الى ابراهيم طوقان ليعبروا عن توقهم لبلادهم قبل ان يحط عليها الغزاة كالجراد يوم كانت فلسطين وطنا لها نشيد قبل ان تصبح نشيدا بلا وطن ، عاد الفلسطينيون امس الى ما يوحدهم في النشيد بعد ان فرقتهم صراعات الفصائل التي تفصّل فلسطين على قياس الامين العام وامين " السيرك " بين الرايات الخضراء والصفراء والحمراء ، بين غزة ورام الله التي تختلف على مكان لتأبين زعيمها ياسر عرفات وتتفق على الصراف الالي !

حاول أيتام موطني امس ان يبدعوا موطنهم على طريقتهم التي تصدح بها الناصرة مع رام الله ونابلس مع يافا وجنين مع ام الفحم والقدس مع كل فلسطين في الوطن والشتات.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.