فلسطيني وكرة قدم، عيب عليك!

كرة قدم

حتى وقت قريب، كنّا نظنّ بأن كرة القدم هي ساحة للعب. عادي يعني، نلعب كما تلعب شعوب العالم، الغنيّة والفقيرة، المتقدمة والمتأخرة. أن يكون أكثر شيء يشغل تفكيرنا هو إحرازنا للنقاط الثلاثة، هدفٌ في آخر دقيقة، تصدّي بارع لحارس المرمى. ومنافسة على التأهل.

كنّا نفكّر بأن كرة القدم ستكون مصدر سعادة لنا كفلسطينيين. مباريات، واستضافة منتخبات، صورة مع الإماراتي "عموري"، أو العراقي مصطفى كريم، مع المدرّب البحريني سلمان الشريدة، وشعورٌ "لحظي" بالسعادة.

حتى جاءت مباراة السعودية التي تفنن الطرف السعودي خلالها بتذكيرنا أننا نعيش في "بلد محتلة".

طوال 67 عام نقارع الاحتلال، ونقدم خيرة أبناء شهداء لمقدسات المسلمين، ونجتهد حتى نتعب بنيل الاعتراف الدولي في أي "زقّة". الاعتراف جاء من أكثر الدول، ومعظم المحافل.

ومع ذلك، لا زال العربي ينظر لنا على أننا مُحتليّن لا أكثر! خانعين –كا يظنّ- لا أكثر. ويريد ان يسلبنا أقل حقوقنا في الرياضة وهو اللعب على أرضنا فقط لأنه يرى من وجهة نظره أن زيارة فلسطين تطبيع مع مَن احتل فلسطين!

ليس هذا وحسب، بل أنه يرفض أيضاً فكرة الاستماع لرأينا حتى، مع أنه هو ذاته دعم فكرة الملعب البيتي الفلسطيني في بدايتها، وغرّد كثيرا لصالحها. وعندما أتى دوره، قال: "هذا لباس لا يليق بسُمعتنا".

هُم يقولون لنا: ببساطة انت الفلسطيني الذي كُتب عليك أن تحيا، "عليك أن تحيا تأكل طعامك مرّة وتفكر في السياسة مرتين، تلعب كرة القدم مرّة وتفكر في السياسة مرتّين، تحسب حساب للمحتلّ مرة، ولمشاعرنا ومدى رضانا -نحن- عنك، مرتيّن".

بالمقابل عندما تفكر في السياسة فعلاً، يرتد ذات الصوت عليك ويقولون لك في الإعلام: "اختر حلّ السلام... كفاية نشوف الدمّ".

نهايةً، لا تقبل إلا أن تكون فلسطينياً... حقاً نحن على حقّ وأكثر.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.