الصعود إلى الناصرة

الناصرة

توكأ على قلبك واصعد إلى الناصرة ، لا تصغي للهاث مرج ابن عامر خلفك وهو يراقب صعود حنينك !

أكمل صعودك ، واستعن بصفصافة من الجليل لصفاء روحك ، وقل سرك لسروة على الطريق تكتم سرك ،

اصعد إلى الناصرة وانتصر لشوق يتصبب من جبينك ، لا تلتفت خلفك أكمل صعودك، واتلو على شتلة ميرمية ما تيسر من سورة مريم وسبح برب سماء الجليل يبارك صعودك ، لا تنتظر ظلك يحبو كطفل خلفك ، واشطب من التاريخ ما يعكر صفو تاريخك ، طهر هواء بلادك من انفاس الغزاة ، وشرع صدرك للريح وتنفس ما في وسع رئتيك ما يحمله الجليل من نسمة رطبة من طبريا ، وامسح عرق حنينك واكمل صعودك !

قل لقلبك أن لا يقفز من صدرك حين تصل أعلى قمة جبل القفزة ، ولا تأبه لليهود خلفك ، وتذكر معجزة اختفاء السيد المسيح هناك وارسم شارة الصليب للسيدة العذراء امام دير " سيدة الخوف " ولا تخف !

هناك أنت أقرب إلى الله ارفع يديك إلى السماء واصرخ بأعلى صوتك: يا الله خلصنا من شعبك المختار !

أنت الآن تطل على الناصرة اطلق العنان لعينيك تمشط الناصرة حارة حارة ، حيا حيا ، شارعا شارعا بيتا بيتا، واجهش بالحنين !

وبين الجامع الأبيض وكنيسة البشارة رتل ما تيسر من سورة مريم، وابحث عن الله في الأعالي في الانجيل ،

وحاول أن تجد المسرة في مدينة الله بالناصرة !

وترحم على توفيق زياد وانشد معه : أنا من هذه المدينة ، واهبط من أعالي حلمك لتصحو في غربتك ورائحة وسادتك زعتر !

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.