ماذا تريدون من الصحفي؟

صحفي

تفاجأت صراحةً من شكل ونوع التفاعل الذي رافق استشهاد الشهيد إياد العواودة بمدينة الخليل اليوم، والذي ارتبط خبر استشهاده بـ "زيّ الصحافة".

الزملاء علّقوا على الموضوع بلهجة الحريص على نفسه وعلى غيره. قالوا أن "هكذا حدث واستثمار للزيّ ربما يفتح الباب لموجة من الاستهدافات التي تطال الصحفيين في الميدان. بحجّة أن "زميل" لهم حاول طعن جندي سابقاً".

وبالفعل في ظرف دقائق كان الاحتلال يستغل الحدث أفضل استغلال.

المواطنين والنشطاء قالوا للصحفيين: "عيب عليكم. خايفين ع حالكم بدل ما تباركوا للشهيد؟ بدناش هالتغطية".

ومعهم حقّ أيضاً. فمتى كان زيّ الصحافة رادعاً أصلاً للاحتلال؟ ولنا في شهداء العدوان الأخير على غزّة، وإصابات الهبّة الحالية، مثالاً.

ولكن، أرى حقاً أن هذا الحوار المُفيد في هدفه، والمخيّب للآمال في طريقة تناوله، قد خرج عن نطاقه وهدفه الوطني التام.

من الجيّد الآن، أن ينهض الصحفي مرّة أخرى وينزل للميدان -تماماً- كما كان يفعل دائما، وأن يأخذ حيطةً وحذراً أكبر.

ومن الجيّد أيضاً أن يفهم الناس أن الصحفي الذي يغامر بحياته كل يوم، ويستنشق الغازات والمياه العادمة، ويكبِتُ كل غضبه وخنقه نهاراً مقابل تصوير لحظة يتم استخدامها -مساءً- على شبكات التواصل والتلفزة.

هذا الشخص يجب أن يلقى تكريماً أكبر. خاصة وأن صوره، وكلماته، وروايته -هي- التي تسود، فتعجّ بها مواقع التواصل من باب "الفخر" احياناً، ومن باب إدانة المُحتلّ في أحيان أخُر.

ولا تنسوا ... لطالما صرعنا الناس بمقولة: "الاحتلال عندو ماكينة اعلامية بدنا مليون سنة نلحقها. حقا هو يملك جمهور أيضاً يقف معه دائما".

رحم الله الشهيد البطل ... وهكذا حوار لا يجب أن تُستعمل فيه عبارات "التخوين". فالوطن للجميع، والرجل هو الذّي "يُشمّر" عن ساعده أولاً.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.