سألتك حبيبي لوين رايحين ؟!

فيروز

سألتك حبيبي لوين رايحين ؟!

اعذرينا يا فيروز ان قلنا لك : رايحين نحو الهاوية !

لم يعد في صباحنا العربي رفاهية الصحو على صوتك يشرب قهوته في روحنا ، ويفض بكارة يومنا " بطير الوروار " ، ويجمع شملنا" نسمة هوا " على " مفرق الوادي "

لم يعد في صباحنا العربي الا امة ضائعة ضياع شادي تبحث في السماء عن حياتها على الأرض ، وعلى ارض الله الواسعة تضيق بها طوائفها ومذاهبها التي تقطع رؤوس بعضها بعضا تحت شعار : الله اكبر !

امة تتقن " الاكتفان " الذاتي في هذا الانتحار الجماعي الذي يلتف على خصرها بأناقة الحزام الناسف، وترى حريتها في حورياتها التي تنتظرها على ابواب الجنة !

لم يعد في الصباح العربي يا سيدة صباحتنا الصامتة يا فيروز سوى امة صوتية مثل " هدير البوسطة " تلوك بلاغة الخطابة مثل علكة المنطاد ، على شاشات المحطات الفضائية العربية التي يسيل منها الدم والدجل ، وتوزع هبلها بالتساوي بين قناة " وناسة " وقناة " اقرأ " ، وتقتسم زواريب وحارات اوطانها ، وتختلف على لون علمها الوطني ، وتتفق على سيارات الاسعاف التي تزمر في حاراتها الحائرة بين الجامع والجامعة ، وبين الدين والدنيا ، وبين عبادة الله وقطع رؤوس عباده ، تخلع احذيتها لدخول الجوامع ولا تخلع الاحزمة الناسفة ، وتقيم صلواتها بحماية الصليب الاحمر الدولي ، وتسير نحو حتفها واثق الخطوة يمشي ملكا !

الصباح العربي يا فيروز صباح يشرق من دمنا المسفوح بين جبل صنين وتلال " عين طورة " وبين عدن وجنات عدن ، وبين باب توما وباب المندب ، وحلم باب الحارة الشامي بـ باب العزيزية الليبي ، وبين ميدان رابعة العدوية وساحة " تقسيم " في خلافة الاخوان العثمانية بين غزة وقطر ، بين علمانية الدولة وبين دول طوائف الله اعلم !

رايحين نحو الهاوية يا فيروز في امة يحق لها بعد كل هذا ان تسأل : يا جبل البعيد هل حقا خلفك حبابينا ؟ !

وهي تتفرج على حبابينا يغرقون على الشواطئ الايطالية ، وهم يحاولون النجاة من الذبح الاسلامي الحلال في بلاد الكفار !

رايحين نحو العصر الصهيوني يا فيروز الذي يتمختر في " شوارع القدس العتيقة " ويفتت دول المنطقة الى امارات طائفية ومذهبية لا تخدم الا يهودية الدولة التي تقاعست الامة في قرع " اجراس العودة " وانشغلت بقرع اجراس " العورة " في امة تبحث عن حوريات الجنة والمجندات الاسرائيليات يتمخترن في باحات المسجد الاقصى !

رايحين الى ابناء قومنا الدينصورات يا فيروز في امة لا تتقن الا الانقراض !

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.