لا تظلموا شبيبة بيرزيت

بقلم: 

كثيرة هي المقالات والتحليلات التي كتبت عن خسارة شبيبة بيرزيت، منذ الساعة الأولى لصدور النتيجة، لكن أحداً لم يقل بأن أكثر المظلومين من هذه النتيجة، سيكونوا كادر الشبيبة في الجامعة، الذين بذلوا جهداً كبيراً في هذه الانتخابات، لكن عبء الخسارة سيلقى عليهم لوحدهم رغم أن سبب الفشل كان من الوضع العام لحركة فتح، ولا يتحمل أداء شبيبة بيرزيت الداخلية المسؤولية عنه.

في كل عام، وبعد انتصار الشبيبة في الانتخابات، كانت قيادات فتح تتهافت من أجل تبني هذا الفوز والتغني بالشبيبة، لكنهم السنة وصفوهم بالأولاد وغير المدركين وأنهم يتحملون الخسارة، فلا أحد يريد أن يكون جزءاً من الخسارة والكل تبرأ منها.

كادر شبيبة بيرزيت، بذل كل ما بوسعه من أجل الوصول لقلوب الطلاب، لكن الوضع العام لحركة فتح، لم يساعدهم في استقطاب النسبة الأكبر من الطلاب،   فالصراعات داخل الحركة، طافت على السطح بشكل كبير في الآونة الأخيرة، والفساد نخر صفوفها، وما زال الرئيس يجعل من فتح ضحيةً لسياسات السلطة، فكل السياسات الفاشلة تحمل عبأها فتح، رغم أن كثيراً منها ليس للحركة شأناً بها، فرئيس الوزراء بالحكومة الحالية أو التي قبلها ليسا من فتح، وكذلك الأمر بالنسبة لوزراء أخر آخرين يرسمون السياسة العامة للسلطة. 

النقطة الأخرى التي يجب أن نتطرق لها هنا، هي الماكينة الإعلامية المتهالكة لفتح، والتي شوهت صورة الحركة وشبيبتها، وفشلت في التعامل مع أفكار وحملات حماس الحديثة، وخصوصاً تلك التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدل أن تشكل داعماً للشبيبة في انتخاباتها الأخيرة، كانت عبءً كبيراً عليها، وخصوصاً الفشل في التعامل مع صورة الفتاة "غير المحجبة" التي كانت ترفع راية حركة حماس.

الشبيبة هي الوجه المشرق لفتح، وهي آخر ما تبقى من إرث ياسر عرفات، فلا تظلموها وساعدوها، وإن أخطأت فقوموها، لأن الشبيبة هم رهان المستقبل وعهد الشهداء. 

 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.