تشهد الساحرة المستديرة اليوم نهائي بطعم خاص يجمع أبناء المدينة الواحدة لأول مرة في تاريخ بطولة دوري أبطال أوروبا .

 الريال والاتلتيكو لا يشتركان فقط في نفس المدينة بل تمتد الشراكة للأحلام والحافز أيضا وأحقية الوصول لهذا الدور المتقدم .

فريال مدريد يدرك تماماً أن هذه المباراة مسألة حياة أو موت فهي المرة الأولى التي يصل فيها لهذا الدور بعد 11 موسم من الخيبة ، دفع خلالها الغالي ونفيس وعقد من الصفقات ما عقد وغير من المدربين ما غير الأمر الذي يجعل رغبته بالفوز بلا حدود .

على الجانب الأخر من مدريد هناك فريق قدم مستوى مميز هذا الموسم وقهر الكبار وجعل جميع متتبعي كرة القدم يقفون احتراماً  لهذا الفريق بإمكانيات المتواضعة ، خاصة بعد فوزه ببطولة الدوري من فم الأسدين ريال مدريد وبرشلونة ، الدوري الذي كان يلقب بدوري توم وجيري نظراً لغياب منافسي العملاقين الريال والبرشا .

مما لا شك فيه أن حافز اتلتكو مدريد لا يقل عن جاره الريال فهو أيضا يريد ان يتوج موسمه الخرافي بأول لقب في دوري الأبطال ويريد أن ينحت أسمه بين عمالة الكرة الأوروبية التي توجت بالبطولة من قبل .

من ناحية أخرى يسعى الأتلتيكو لإثبات نجاح عمله وتخطيطه الشاق في سبيل الوصول لمنصات التتويج هذا الموسم والموسم الماضي  .

يبدو أن الفريقان يشتركان بكل شيء الحافز والمدينة والرغبة وربما القوة والجودة لذا قد نشهد نهائي مثالي تحسمه الأمور الصغيرة والضيقة وربما الأخطاء التحكيمية لا قدر الله .

ريال مدريد

بعدما تحدثنا عن الحافز والرغبة لا بد من الحديث عن الإمكانيات والقوة والجودة على أرض الملعب ، فالريال الذي يملك في تشكيلته افضل اللاعبين في كل المراكز تقريباً قد يتأثر بضابط الإيقاع تشافي النسو هذا اليوم خاصة ان البديل غير جاهز سواء بخضيرة العائد من إصابة طويلة آو بإيرماندي قليل الخبرة وضعيف التوزيع والتغطية الدفاعية .

وفي الغالب ايضاً سيفتقد الريال للمدافع المتألق في الاونة الاخير بيبي بداعي الإصابة وهو ما سيؤثر بشكل كبير على خط الدفاع الحديدي للريال المكون من بيبي وراموس وكرفخال وكوانتراو .

هذه المشاكل قد لا تقف عائق أمام جاهزية رونالدو وبيل ودي ماريا الذين يقع على عاتقهم تحطيم جدران الاتلتيكو اما من التسديدات او التحركات غير المتوقعة وأخيرا بذكائهم في استغلال الفرص . ولا ننسى الأشقر الأوكراني الذي قد يؤمن الكرات اللازمة لثلاثي المرعب ويسد شيء من فراغ النسو .

اتلتيكو مدريد

أهم ما يميز الاتلتكو من بداية الموسم هو دفاعه الحديدي سواء بالأبطال أو بالدوري ، هذا الدفاع ليس نتيجة جودة العناصر في المناطق الخلفية فقط، بل لمنظومة دفاعية يطبقها رجال المدرب دييغو سيموني .

هذه المنظومة التي تبدو دفاعية لكنها أيضاً توفر الكثير من الفرص لقناصي الاتلتيكو في الخط الأمامي نتيجة الهفوات التي قد يقع فيها الفريق المنافس نتيجة عجزه وإحباطه في اختراق هذه المنظومة المميزة، وهو ما شاهدناه في عدم تأثر الفريق بغيابات الأسماء الثقيلة كتوران وكوستا .

إذن الريال يملك العناصر والاتلتيكو يملك المنظومة ، ومباراة الليلة ستكون بمثابة صراع بين العناصر والمنظومة ، ومنه أتمنى مشاهدة ممتعة لعشاق كرة القدم .