استعدوا.."بعبع" حزب التحرير يجتاح رام الله

كنت اليوم على موعد مع أحد أصدقائي لألتقي به في مدينة رام الله، لكن صديقي الذي لم يتأخر ولو لمرة عن موعدٍ أعطاه لي، تأخر اليوم نصف ساعة، اتصلت به مستغرباً وقلت :" أين أنت" فقال:" أنا على حاجز" وظننت حينها أنه حاجز للاحتلال أعاق وصوله، وإذ به يقول أنه حاجز للأجهزة الأمنية الفلسطينية على مدخل رام الله، وأنهم يبحثون عن عناصر من حزب التحرير، والأدهى من ذلك أنه اخبرني بأن هذا الأمر ليس اليوم فقط بل منذ أسبوع وتفرض هذه الإجراءات على كافة مداخل رام الله.

إذن هو "بعبع" حزب التحرير الذي يجتاح العقلية الأمنية في رام الله في كل عام، سواء في ذكرى هدم الخلافة أو عند حدوث أي احتكاك بعناصر حزب التحرير في مساجد رام الله، فلماذا كل هذا التشديد والتضييق ولماذا اعتقال العشرات منهم؟ هل هو بسبب موقفهم من السلطة بشكل عام وبسبب ما جرى في مسجد البيرة الكبير مؤخراً؟، أم لأنهم هذه المرة وقفوا بوجه قرارات وزير الاوقاف محمود  الهباش بشكل مباشر.

إجراءات أمنية مشددة في رام الله ومداخلها خشية قدوم عناصر الحزب للتظاهر مرة أخرى، أو للاعتصام من أجل الإفراج عن إخوانهم المعتقلين الذين يفوق عددهم 60 شخصاً، ولا بوادر للإفراج عنهم في الأفق القريب.

ليس دفاعاً عن حزب التحرير والذي أختلف معه في الكثير من المواقف ولكن أعتقد أن العقلية الأمنية في رام الله، تحاول في كل فترة أن تبني عدواً لها لتنشغل به، وتظهر أن تحديات أمنية كبيرة ما زالت تواجهها، بينما تميل برأسها مبعدةً عن التهديد الحقيقي لكل المواطنين الفلسطينيين وهو الاحتلال الإسرائيلي.

وأعتقد أنه من العيب استمرار اعتقال أفراد حزب التحرير، فهم عبروا عن آرائهم، وهذا أمر يكفله لهم القانون، لذلك يجب الإفراج عنهم فوراً تجنباً لمزيد من الضغط على الشارع الفلسطيني والذي سيتحول لانفجار لا يبقي ولا يذر عاجلاً أم آجلاً. 
 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.