"الرئيس يغادر واشنطن غاضباً..أنتم مدعوون لجنازتي"

هل جذبك العنوان؟ إن كان الجواب نعم، فأنا جذبني أيضاَ وليكن بعلمك بأن هذا ما كان يتمناه كل فلسطيني شريف حريص على أرضه ووطنه.

الغضب والتهديد بالانسحاب والإقدام على الموت، هذه كانت صفات الراحل ياسر عرفات في مفاوضات كامب ديفيد، فانسحب ودعا الأمريكان إلى جنازته حين هددوه وحاولوا فرض شروطهم عليه.

أبو مازن غادر واشنطن، ليلة أمس ولكن أحداً لم يعرف ماذا قرر، وماذا كان موقفه من تمديد المفاوضات؟ وهل عارض طرح أوباما؟ أم أنه وافق؟ أبو مازن غيبنا عن كل شيء، لأنه لا يعير اهتماماً لموقف الشارع الفلسطيني "الميت"، الذي ستخرج أهم شريحة فيه وهي الموظفين، غداً لاستقبال الرئيس، "كاستقبال الأبطال" وإن كان بطلاً فما العمل الذي قام به لتعاملوه كذلك؟ حقنا أن أنعرف، لربما أكون مخطئاً هنا، دعوني أعرف.

داخلياً انا واثق بأن كل فلسطيني كان مع أبو مازن وكان يرغب في أن يمثل أبو مازن الموقف الفلسطيني "النظيف" الممانع الذي لا يرضخ لشروط أحد، لكن أحداً لا يستطيع الوقوف مع قيادة لا يعلم ماذا تفعل، أو ماذا تخطط أو إلى أين وصلت في مفاوضات على مصير شعب بأكمله.

في إسرائيل، يومياً نرى تصريحات من كافة القادة الإسرائيليين حول ما طرح بالمفاوضات وحول موقف إسرائيل الثابت منها، حيث يكون الإسرائيليون على اطلاع دائم بكل ما يجري، أما نحن فالحمد لله دائماً تكون سياسية الغموض هي السائدة، ولا نرى إلا شعارات وشعارات وشعارات.

كم من المآسي جلبتها لنا هذه المفاوضات؟ كم شهيداً ارتقى؟ وكم منزلاً هدم؟ وكم من الأراضي صودرت للاسيتطان فيها، لقد كانت هذه الأشهر التسعة من أسوأ الفترات التي مر بها الشعب الفلسطيني، لأنه كان هناك من يفاوض عن جراحٍ أبناء فلسطين الذين كان يروونها بدمائهم، طوال فترة المفاوضات، والذين كان آخرهم معتز وشحة، وساجي درويش، والقاضي راضي زعيتر..رجاءً أوقفوا المفاوضات.

 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.