عن دائرة الإعلام في بيرزيت و"مشنقة" حرية التعبير

لم يكن الأمر مفاجئاً لي حين سمعت أن رئيس دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت قد تقدم بشكوى ضد إحدى الطالبات، لأنها وصفت تصرفاً له بالاستبداد وذلك في أحد تعليقاتها على الفيسبوك. المفاجأة كانت في أن طلبة الإعلام في جامعة بيرزيت كانوا هذه المرة أوعى من أي مرة سابقة فوقفوا بالمرصاد لهذه الخطوة وانتقدوا بجرأة ودافعوا عن زميلتهم، وليس افتراضياً عبر الفيسبوك فقط، وإنما أيضاَ على أرض الواقع حين اعتصموا مطالبين بوقف الاستخفاف بعقولهم.

المهم أيضاَ هذه المرة أن إدارة الجامعة لم تلتزم الصمت حيال تصرف رئيس الدائرة، وأنها أعلنتها من خلال نائب رئيس الجامعة غسان الخطيب، حين قال أن تصرف رئيس الدائرة لم يكن بالحكيم، وأنه كان يجب على عمادة شؤون الطلبة أن لا تقبل الشكوى.

ربما كان كلام الخطيب كالصدمة للبعض خصوصاً من دافعوا واستماتوا في الدفاع عن تصرف رئيس الدائرة، الذي أكن له كل الاحترام، ولكن محاولته قمع حرية الطلبة، ووضع مراقبين لصفحاتهم على الفيسبوك، كانت خطوة سيئة جداَ، أساءت له، ولمكانته بين طلبته.

ورغم أن عمادة شؤون الطلبة في الجامعة قررت اليوم رد الشكوى وقالت إنها لا تقع ضمن نطاق اختصاصها، إلا أن البعض رفضوا الاعتراف بأنهم كانوا يدافعون عن تصرف استبدادي وكذبوا هذه الأخبار، وقالوا إن الفتاة ستعاقب وكأن المشكلة أصبحت شخصية بينهم وبين الطالبة جمانة غانم، وذلك نتيجة تحريضهم من قبل البعض والذين رأوا في خسارة رئيس دائرتهم من الناحية القانونية اليوم، أنها خسارة لهم أمام طلبتهم، رغم أنها كانت تصحيحاَ لنهج خاطئ ويجب أن يتعلموا من هذه القصة ويأخذوا العبر، بدل من أن يخوضوا معارك فيسبوكية مع الطلبة ويخسروها كما جرى مع أحدهم يوم أمس. 
 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.