السلطة وثلاث دول شاركت الأسد بقتل عشرات الفلسطينيين في عرض البحر

منذ بدء الحرب السورية اضطر اللاجئ الفلسطيني للجوء مرة أخرى والهرب من الموت، حاله كحال ملايين من السوريين، فمنهم من وصل لبنان، ومنهم مصر وغيرها من الدول، لكن أحداً لم يقدم لهم شيئاً يعينهم على العيش حياة كريمة حتى تنفرج هذه الأزمة التي حلت بمخيماتهم في سوريا.

وعدا عن ذلك فقد حلت بهم المصائب أينما حطوا ، وكان آخرها اليوم الأحد، حيث أكد ناجون، مساءً، مصرع أكثر من 200 لاجئ فلسطيني سوري، وسوري بغرق سفينة، تضم المئات منهم، كانت تبحر من ليبيا صوب مالطا.

القصة كانت فاجعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فخفر السواحل الليبي شارك في قتلهم، وإيطاليا تنكرت لهم ومالطا ادعت عجزها عن مساعدتهم.

كانوا شيوخاً وأطفالاً، رجالاً ونساءً يأملون الوصول لبر الأمان هرباً من موت سوريا، وظلم من رفضوا اعانتهم من العرب.

وفي ذات الوقت الذي وقعت به الفاجعة، كانت قيادتنا لا تزال تجري اتصالاتها مع النظام القاتل في سوريا، و"تلعن المؤامرة الكونية".
قبل أيام قليلة فقط كان مبعوث أبو مازن لسوريا عباس زكي في دمشق، وهناك التقى مع السفاح الأسد، وأكد حينها على وقوف فلسطين لجانب سوريا، وهو في حقيقة  الأمر كان يعلن وقوف قيادة فتح مع الصف المعارض لحماس الآن، لقد كان أحرى بزكي ورئيسه أن يبحثا أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الذين هربوا من الموت في سوريا، وابتعلمتهم أمواج البحار، بدل ما أن يتبادلوا القبلات مع قاتل دمشق.

التاريخ سيلعن كل من تاجر بمصالح شعبه، ويلعن كل فعلٍ شائن قام به، وسيمحى من ذاكرة هذا الشعب. ربما كل شيء ينسى غداً أو بعد غدٍ، لكن شيئاً واحداً لا ينسى، هو صوت ذلك الطفل الذي دوى صراخه المياه المالطية فسمعته الأسماك ولم يسمعه البشر.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.