شهداء قلنديا وأكذوبة "جرنا للمربع" الإسرائيلي

بعد كل انتهاك تقوم به دولة الاحتلال من استيطان واعتقالات أو أي خطوة يقصد بها الاحتلال إنهاء وجودنا على هذه الأرض، تخرج علينا "المقاطعة" لتدين ما مكنها الله من قدرة على الإدانة فقط، وفوق ذلك تدعو للهدوء والتزام الصمت، نعم هي تدعونا للسكوت على الظلم والأذية والحجة الدائمة أن "إسرائيل تريد جرنا لمربع العنف"، ألا لعنة الله على العنف ومربعه اللذان أصبحا حجة "قيادة" لتعليم شعبها على الذل.

فما حدث صباح أمس من اغتيال لثلاثة شبان بدم بارد في مخيم قلنديا شمال القدس، لم يكن إلا بسبب الموقف الضعيف والمهين للسلطة الفلسطينية، التي لا تعطي إسرائيل لوجودها أي اهتمام، فلو كانت إسرائيل مهتمة بالمفاوضات أو تريد سلاماً، لما قامت بهذا الفعل، الذي يفترض أن يكون الرد عليه بالمثل، لا أن يكون الطلب من شعبنا بالسكوت والاكتفاء بإدانات الضميري وأبو ردينة.

إلى متى سيبقى الاحتلال ينهش بنا يوماً بعد يوم دون أن نحرك ساكناً؟ وتبقى "المقاطعة" متمسكة بوهم التفاض ومهاترات ليفني التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟.

الاستيطان وتغول بالأرض الفلسطينية ولم يبق إلا "أشبار" من الضفة الغربية، والأسرى يعانون يوماً بعد يوم، والأقصى يهود وتتواصل الحفريات أسفله وبدأت الانهيارات الأرضية تتزايد، ومياهنا تسرق يومياً، والحواجز في ازدياد، أليس كل هذا كافياً لإقناع "قيادتنا" المبجلة بأن التفاوض وهم، وأن الانتفاضة الثالثة باتت هي الحل الوحيد، فهذا الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، وإذا كان يريد فعلاً أن يجرنا لمربع العنف الذي يمارسه هو أصلاً، فيا مرحبا بهذا المربع. 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.