موت شارون وإعلام الـ" الإشاعة"

قصة جديدة حدثت هذه الليلة أكدت أن جزءاً كبيراً من إعلامنا الفلسطيني يعتمد على تناقل الإشاعات ولا نغفل هنا الإشارة بالاحترام إلى بعض الوسائل الإعلامية التي تتحرى الدقة، ولكن البقية الغالبة تعتمد في أخبارها على ما ينتاقله من " هب ودب" على مواقع التواصل الاجتماعي.

ما جرى الليلة في ما يتعلق بخبر وفاة السفاح شارون، كان دليل جديد وأكد على ضعف كبير لدى العديد من الصحفيين الذين بدأوا بتناقل الخبر ونشره، وما هي إلا دقائق معدودة حتى انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وبدأ الفيسبوكيون يكتبون" مصادر إعلامية مؤكدة: شارون توفي رسميا"، مصدر إعلامي موثوق: شارون توفي في مستشفى سوروكا"، وهنا لا ألوم المواطنين العاديين ولكن ألوم أناساً اعتبروا انفسهم صحفيين ولكنهم يقعون دائماً في مستنقع الإشاعة والخبر الكاذب، ثم يخرج علينا أحدهم ويقول "ناقل الخبر ليس بكافر" وأقول له لا إنه كافر، كافر حين ينقل الخبر من صفحات فيسبوك صفراء، كافر حين لا يتأكد من خبره من المصادر المعروفة والتي كان من السهل الوصول إليها في حالة "خبر شارون" هذه الليلة، فبإمكان أي منهم أن يدخل على أي موقع إخباري عبري ويتحرى صحة المعلومة.

وفي حالة "خبر شارون" ربما كانت خسائرنا كجمهور متابع أقل ما يمكن، ولكن ماذا سيكون الحال لو كان الخبر يتحدث لا سمح الله عن وفاة  مواطن أو عن حادث أليم وهو مجرد إشاعة؟ هل سيمر الخبر الكاذب بكل سهولة على  الشخص المستهدف بالإشاعة وعائلته؟ بالتأكيد لا.

هي رسالة إلى صحفيينا العظام الذين لطالما اعتمدنا عليهم في نقل الحقيقة وإيصال رسالة شعبنا إلى العالم، حافظوا على مهنيتكم وإلا ستسقطون...وسيكون هذا مؤلم لنا جميعاً.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.