معركة السيطرة على حلب تشتد

حلب: أعلن الجيش السوري الحر، أمس الاثنين، السيطرة على نقطة استراتيجية قرب حلب التي بدا الجيش النظامي السبت هجومًا للسيطرة عليها، في حين سقط 60 قتيلًا في البلاد، أمس الاثنين، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ضابط منشق، قوله إن الجيش السوري الحر استولى صباحًا بعد عشر ساعات من القتال، على نقطة استراتيجية شمال غرب مدينة حلب تسمح له بربط المدينة بالحدود التركية.

في الوقت نفسه، ذكر ضابط بالجيش السوري لم يكشف عن اسمه للتلفزيون الرسمي، أول من أمس الأحد أن القوات النظامية سيطرت على حي صلاح الدين في جنوب غرب مدينة حلب، الذي يمر عبره أهم طرق التعزيزات للقوات السورية من الجنوب، وقال: "تمت السيطرة الكاملة على صلاح الدين من المسلحين المرتزقة". وأضاف "سيعود الأمن والأمان إلى مدينة حلب خلال بضعة أيام".

إلا أن رئيس المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي، نفى هذه الأنباء مؤكدًا أن القوات النظامية لم تتقدم "مترًا واحدًا".

ويتعذر التحقق من هذه المعلومات الميدانية نظرا للمعارك التي تحد من تحركات الصحفيين.

وكثف الجيش السوري حملته لطرد مقاتلي الجيش الحر من حلب لكن المعارضين المسلحين قالوا إنهم مازالوا صامدين في ثاني أكبر مدينة في البلاد وتعهدوا بتحويلها إلى "مقبرة للنظام".

وقال مقاتلو الجيش الحر الذين يجوبون المناطق التي يسيطرون عليها في شاحنات رافعين عليها أعلام "الاستقلال" أنهم صامدون في صلاح الدين رغم تعرضهم للقصف بأسلحة الجيش الثقيلة وطائرات الهليكوبتر.

وقال مقاتل شاب يدعى محمد لرويترز "كنا نعلم دائما أن حلب ستكون مقبرة النظام. دمشق هي العاصمة لكن لدينا هنا ربع سكان البلاد وكل قوتها الاقتصادية. قوات بشار ستدفن هنا".

لكن خبراء عسكريين يعتقدون أن مقاتلي الجيش الحر مسلحون بأسلحة خفيفة ويفتقرون لقيادة جيدة وهو ما لا يسمح لهم بالتغلب على جيش تدك مدفعيته المدينة متى شاء وتسيطر قواته الجوية على السماء.

وقال شخص وصف نفسه بأنه المتحدث باسم مجموعة ثورة حلب: "بالأمس كانوا يقصفون المنطقة بمعدل قذيفتين كل دقيقة. لم نستطع التحرك على الإطلاق"، إلا أنه أكد أنه "ليس صحيحا على الإطلاق أن قوات النظام في صلاح الدين".

وغصت المستشفيات والعيادات المتنقلة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في شرق المدينة بالمصابين نتيجة لأسبوع من القتال في حلب، المركز التجاري الذي ظل بعيدًا عن الثورة لأشهر عديدة.

وقال مسعف شاب في إحدى العيادات "في بعض الأيام نستقبل نحو 30 أو 40 شخصا بخلاف الجثث". وأضاف "منذ بضعة أيام استقبلنا 30 مصابًا وربما 20 جثة لكن نصف هذه الجثث كانت ممزقة إلى أشلاء. لا يمكننا أن نتعرف على هوياتهم".

وأدى القتال إلى توقف النشاط التجاري في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة. وبقيت أسواق الخضروات مفتوحة لكن قلة من الناس هم الذين أقبلوا على الشراء. وبدلًا من ذلك تنتظر حشود من الرجال والنساء نحو ثلاث ساعات لشراء كمية محدودة من الخبز المدعوم.

وينظر الى معركة حلب على نطاق واسع أنها ستكون حاسمة في تقرير وجهة النزاع السوري. وقوات الأسد عازمة على عدم فقد السيطرة على المدينة التاريخية، حيث تعني الهزيمة هناك ضربة استراتيجية ونفسية خطيرة.

وحصدت الاشتباكات في البلاد، أمس الاثنين، 60 قتيلًا هم 19 مدنيًا و22 من القوات النظامية، بالإضافة إلى 18 من المقاتلين المعارضين وجندي منشق، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكالات

______

د ع