هل تقف فرنسا على حافة "هجوم إرهابي كبير"؟

زمن برس، فلسطين: شهدت فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية، ما وصفتهما السلطات بـ"هجومين إرهابيين"، إضافة إلى حادث دهس متعمد، نفذه "مختل نفسياً"، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، مما أثار مخاوف من أن تكون الدولة الأوروبية تقف على حافة "هجوم إرهابي كبير."

بدأت هذه الأحداث السبت، عندما نشر شاب فرنسي من أصول بورندية، في العشرين من عمره، علماً لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على صفحته بموقع "فيسبوك"، قبل أن يقوم باقتحام مركز للشرطة في مدينة "جويه لي تور"، وهو يردد عبارة "الله أكبر."

وقام الشاب، الذي ذكرت السلطات أنه ليس هناك دليل، حتى اللحظة، على انتمائه إلى أي من الجماعات الإرهابية، بطعن ثلاثة من أفراد الشرطة، قبل أن يقوم شرطي رابع بإطلاق النار عليه، وأرداه قتيلاً على الفور، وفتحت إدارة مكافحة الإرهاب تحقيقاً في الهجوم، لاحتمال أنه جاء بدافع "التشدد الإسلامي."

وبعد ساعات، قام فرنسي آخر، في الأربعين من عمره، تعود أصوله إلى شمال أفريقيا، تشير السجلات الطبية إلى أنه يعاني "خللاً نفسياً"، بقيادة سيارته وسط حشود من المارة، في خمسة مواقع بمدينة "ديجون"، وهو يردد نفس العبارة، مما أسفر عن إصابة 11 شخصاً، اثنان منهم في حالة حرجة، قبل أن تقوم الشرطة بإلقاء القبض عليه.

وفي مساء الاثنين، قام ثالث باقتحام أحد مراكز التسوق الخاصة بأعياد "الكريسماس" في مدينة "نانت"، قبل أن يقوم بطعن نفسه حتى الموت، وخلف الحادث عشرة جرحى على الأقل، وقالت السلطات إن الحادث، الذي مازال قيد التحقيق، ليست له علاقة بالإرهاب.

وفيما أثار الهجومان، إضافة إلى حادث نانت، حالة من الاستنفار الأمني في فرنسا، أكد مسؤولون أوروبيون، في تصريحات لـCNN، أن الاتحاد الأوروبي، وليست فرنسا وحدها، يواجه "تهديداً إرهابياً" أكثر من أي وقت مضى، منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية.

وأرجع هؤلاء المسؤولون تلك التهديدات إلى ما اعتبروه "تنامي الملاذات الآمنة للجهاديين في كل من سوريا والعراق"، إلا أنهم قالوا إن فرنسا ربما تواجه التهديد الأكبر، بسبب تأييد التنظيم المعروف باسم "داعش" بين العديد من الفرنسيين من أصول غير فرنسية، خاصةُ أولئك المهاجرين من دول إسلامية.

وفي تعليق له على تلك الأحداث التي تشهدها بلاده، قال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، الاثنين، إن فرنسا لم يسبق لها أن واجهت تهديداً إرهابياً أكبر مما تواجهه الآن.

ولعل الأرقام التي كشفت عنها السلطات تنذر بمدى ضخامة التهديدات المحتملة التي تواجهها فرنسا، فعلى سبيل المثال، هناك نحو 390 "متشدداً" فرنسياً يشاركون الآن في المعارك ضمن "جماعات جهادية" في سوريا والعراق، كما يُعتقد أن 231 آخرين في طريقهم إلى هناك.

ووفق تلك الأرقام، فقد قُتل 51 على الأقل من الفرنسيين في تفجيرات انتحارية وفي عمليات قتالية بكلا الدولتين العربيتين، بينما غادر 234 فرنسياً مواقع القتال، عاد منهم 185 إلى فرنسا.

وإضافة إلى الأرقام السابقة، فقد ذكرت الشرطة الفرنسية أنها تمكنت من ضبط خمس "مؤامرات إرهابية" تستهدف الدولة الأوروبية، منذ صيف 2013.

حرره: 
م . ع