تمثيل هزيل للمرأة في حكومات إسرائيل

بقلم: أريك بندر
في حكومة اسرائيل الـ 33، تلك التي ستعرض وتؤدي اليمين، هذا الاسبوع، ستكون أربع وربما خمس نساء في منصب وزير، وهو رقم قياسي في كل الأزمنة. ويمكن لهذا أن يكون سببا للاحتفال، لو لم نتذكر أن معدلهن بين السكان يصل إلى نحو 51 في المائة. في نظرة الى الوراء – منذ قيام الدولة تولى في الـ 32 حكومة في اسرائيل 221 وزيرا، ولكن في 13 منها كانت وزيرات، اي بالمتوسط امرأة واحدة مقابل 17 رجلا.
النساء اللواتي سينضممن الى نادي الرجال حول طاولة الحكومة التالية هن ليمور لفنات، تسيبي لفني، صوفا لاندبر، ياعيل غيرمان، وباينا كرشنبوم. وذلك مقابل ثلاث وزيرات فقط كن في الحكومة المنصرفة: ليمور لفنات، صوفا لاندبر، واوريت نوكيد. من الصعب التصديق، ولكن في دولة عينت فيها في شباط 1969 امرأة، هي غولدا مائير، في منصب رئيس الوزراء (احدى النساء الاوائل في العالم اللواتي نجحن في الوصول الى المنصب السياسي الاعلى في دولهن)، فان تواجد النساء على طاولة الحكومة لا يزال هزيلا للغاية.
اذا راجعنا على مدى سنوات الدولة سيتبين لنا المعطى المذهل التالي: في الـ 26 سنة الاولى (1948 – 1974) جلست على طاولة الحكومة امرأة واحدة فقط، غولدا مائير، في مناصب مختلفة ذروتها كانت ديوان رئيس الوزراء ووزارة الخارجية. وباستثنائها، بقيت طاولة الحكومة يتيمة من النساء في كل تلك السنين.
التاليات في الدور لاحتلال كرسي حول الطاولة كن شولاميت الوني (1974)، سارة دورون (1983)، شوشانا اربيلي الموزلينو (1986) واورا نمير (1992). والمعنى هو أنه حتى العام 1996، في اثناء الـ 48 سنة تولت في الحكومة خمس نساء فقط منصب وزيرات. من 1996 وحتى اليوم تحسن الوضع ولكن قليلا، وثماني نساء اخريات عين وزيرات: ليمور لفنات، داليا ايتسيك، يولي تمير، تسيبي لفني، يهوديت نأور، نوحاما ابراهام، صوفا لاندبر واوريت نوكيد.
وحسب بحث أجراه د. عوفر كينج، الباحث في المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، فان النساء في حكومات إسرائيل لم يتولين أبدا حقائب اساسا مثل الدفاع، المالية، او الداخلية. الوزارة الوحيدة بين الوزارات الثلاثة الكبرى والتي تولتها نساء هي وزارة الخارجية – غولدا مائير في الخمسينيات والستينيات وتسيبي لفني في سنوات الالفين. تواجد النساء في الحكومة، كما يقول د. كينج، يبرز اساسا في الوزارات من المستوى الثاني. هكذا مثلا في وزارة التعليم، التي تعتبر في احيان كثيرة وزارة "نسوية"، تولت ثلاث نساء: شولاميت الوني (1992 - 1993)، ليمور لفنات (2001 – 2006) ويولي تمير (2006 – 2009). وفي المستوى الثاني ايضا تولت نساء وزارات الصحة (شوشانا اربيلي الموزلينو)، العدل (لفني) والاتصالات (الوني، لفنات، وداليا ايتسيك).
في المستوى الثالث في اهمية الوزارات الحكومية تولت نساء اكثر: ثلاث نساء تولت في العشرين سنة الاخيرة وزارة حماية البيئة، ثلاث في وزارة استيعاب الهجرة، اثنتان في وزارة الرفاه وواحدة في وزارة السياحة. أربع نساء تولت مناصب وزيرات بلا وزارة. "من هذا التحليل يتبين أنه حتى عندما تعين نساء وزيرات في الحكومة، فنادر أن يحظين في تولي وزارة عليا ومهمة. وبشكل عام تخصص لهن الوزارات من المستوى الثاني فما دون"، يقول كينج.
عند فحص وضع النساء اللواء تولين المناصب ولا زلن في حكومات اسرائيل مقارنة بدول العالم، ولا سيما في العالم الغربي، فانه حتى في الحكومة الـ 33 لا يوجد ما يمكن التباهي به. فعلى افتراض أنه في الحكومة الوافدة ستتولى خمس نساء مناصب من أصل 24 وزيرا فان اسرائيل ستأتي في المرتبة الـ 50 في العالم، وفي المرتبة الـ 21 من أصل 34 دولة عضو في الـ OECD. واذا ما تولت في نهاية المطاف أربع نساء فقط في الحكومة القادمة، فستهبط اسرائيل الى المرتبة الـ 61 المحرجة في القائمة العالمية والى المرتبة الـ 29 بين دول الـ OECD .
"ينبع هذا الوضع قبل كل شيء من حقيقة أنه بشكل تقليدي يوجد لنا القليل من النائبات في الكنيست"، كما يلخص الامر د. كينج. "حتى التحسن المهم في تمثيل النساء في الكنيسـت الـ 19 – 27 نائبة مقابل 21 نائبة في الكنيست السابقة – لا يغير الوضع بشكل كبير. سيؤدي هذا الى ارتفاع معتدل فقط في عدد الوزيرات في الحكومة. اذا تذكرنا أن الاصوليين ليس لهم تمثيل نسوي، وسيكونون خارج الحكومة، فان النساء سيتمثلن في الحكومة الـ 33 بشكل افضل قليلا فقط".