شيء فاسد يخيم على السياسة الاسرائيلية

 

بقلم: دان مرغليت
 

مجرد حقيقة ان الشرطة تحقق مع عمير بيرتس وأرال مرغليت ونوابا آخرين كانوا مشاركين في شراء اصوات في الانتخابات التمهيدية لحزب العمل تثير القلق، والازمة. من كان يصدق؟.
واضح انه يقف الى جانبهم حقهم في البراءة. وواضح ايضا بأن التجربة تدل على ان الشرطة لا تنجح في إثبات جرائم كهذه. اذا كان بيرتس جلس في مطعم على مسافة طاولة من شاري الاصوات ومن بائع المقترعين – فمن سيثبت ماذا؟ لا سيما حين ينفي بشدة ويرحب بوجود التحقيق ويطالب بأن ينتهي بسرعة، وأحد السبل لعمل ذلك هو الخضوع للتحقيق في آلة الكذب على أيدي خبير مصداق.
فهل يحتمل ان يكون معسكر كامل في حزب العمل مشبوه بأفعال كهذه؟ وان شيلي يحيموفيتش سارعت الى الكشف عن ذلك أمس (الاول) في صوت الجيش الاسرائيلي؟ وان الامر يدل على انه بدأ الصراع على تنحيتها؟ ولكن في هذه المعطيات سيصعب جدا على بيرتس ان يتولى منصب الوزير كممثلا عن حزب الحركة في الحكومة القادمة، وعلى العمل ان يهتف من مقاعد المعارضة باسم طهارة المقاييس؟ شيء فاسد يخيم على السياسة الاسرائيلية.
يتساءل الجميع كيف يمكن التغلب على ذلك. ففي البيت اليهودي يتحدثون عن نيسان سلومينسكي وعن نائب آخر من الليكود كانا زعما مشاركين في شراء الاصوات بواسطة مقاول انتخابات في نتانيا. الى أين يؤدي هذا؟
حل يقدمه رجل واحد هو الذي يقرر تشكيل القائمة (الحاخام عوفاديا يوسيف، يئير لبيد، افيغدور ليبرمان، تسيبي ليفني) هو حل سيئ. ولكن في ضوء موجة الاشتباهات بالتزوير يقف أناس في الليكود وفي العمل عديمي الوسيلة. يوجد حل. يمكن تخفيض مستوى اللهيب إن لم يكن ممكنا تصفيته تماما. ليس من خلال اقامة لجنة تنظيمية من خمسة أو سبعة متفرغين تشكل القائمة بتعسف بل بالحرص الأشد على الانتخابات المسبقة:
القول انه في الانتخابات التمهيدية لا يمكن ان يشارك إلا من كانوا اعضاء في الحزب حتى سنة بعد الانتخابات للكنيست، وليس بعد لحظة واحدة من ذلك؛ وهم يصوتون فقط اذا ما دفعوا بدل الاشتراك في موعده، ولا يكون أي إذن لعمل ذلك بأثر رجعي؛ وتنتقل الرقابة على الحزب الى لجنة برئاسة قاضي من المحكمة العليا؛ وكل ذلك يُنص عليه في قانون الدولة. هذا سيمنع مُنسِّبي الصناديق، وبالتالي يقلص شراء الاصوات – الذي يجري في موعد قريب من فتح صناديق الاقتراع.
هذا النبأ يخيم بقدر ما على المفاوضات لتشكيل الحكومة. يوجد لنفتالي بينيت مشاكل في الداخل، وليفني لا تعرف كيف ستودع الحقيبة الثانية في الحكومة بيد بيرتس – رغم نفيه التام ولم يتبق سوى تسعة ايام فقط.
مرة اخرى الجميع يسيرون على الحافة. ليس في جعبة شمعون بيرس 14 يوما آخر لمنحها لبنيامين نتنياهو، وعلى أي حال فانه ملزم بتشكيل حكومة قبل ان تهبط في البلاد طائرة باراك اوباما في 20 آذار. كل حقائب الحكومة من المالية جنوبا مفتوحة الآن أمام ممثلي يوجد مستقبل والبيت اليهودي. ليس مهما جدا من منهم سيكون في الاسكان ومن في الصناعة والتجارة، وعيون وزراء الليكود بيتنا ترى وتذبل.