القدس الدولية تحذر من التوقيع على مقترح التسوية بالشيخ جراح

القدس الدولية تحذر من التوقيع على مقترح التسوية بالشيخ جراح

زمن برس، فلسطين:  حذرت مؤسسة القدس الدولية من مغبة إقدام عائلات مقدسية على التوقيع على مقترح التسوية بشأن المنازل في حي الشيخ جراح، وذلك مع توارد الأنباء حول توجه 7 عائلات الموافقة على مقترح التسوية الذي من المفروض الرد عليه بشكل رسمي قبالة المحكمة العليا الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء.

وعلى الرغم من هذه الأنباء إلا أنه لم يصدر أي تعقيب رسمي من قبل عائلات الشيخ جراح المعنية بالأمر، ولا من المحاميين الذي يترافعون عن العائلات قبالة المحاكم الإسرائيلية، حيث لم يرد أي تأكيد أو معلومات من قبلهم لقبول مقترح التسوية.

وينص مقترح التسوية على اعتبار أصحاب المنازل بالشيخ جراح مستأجرين محميين لمدة 15 عاما، مع ضمان حقهم بالملكية بحال إثبات ذلك.

ويعني مقترح التسوية اعتراف السكان بأنهم مستأجرون لدى جميعة "نحلات شمعون" الاستيطانية، وسيدفعون لها إيجارات المنازل، وسيخرجون منها لاحقا في ظروف معينة لأنهم اعترفوا أنها ليست ملكهم بدليل أنهم يدفعون أجرتها.

ومع توارد هذه الأنباء بشأن موافقة 7 عائلات على مقترح التسوية مع إمكانية تقديم موافقتها إلى المحكمة العليا، اليوم الثلاثاء، بادرت مؤسسة القدس الدولية الاتصال هاتفيا بالمحامي سامي أرشيد، لاستيضاح الأمر وللتأكيد على الإجماع الرافض لمقترح التسوية، قائلة إن "الموافقة على قرار التسوية الذي تطرحه المحكمة هو خروج عن الإجماع الوطني والقومي والإسلامي، وشق للصف لا نرجوه للمحامين ولا لأهل الحي".

وهاتف نائب المدير العام لمؤسسة القدس الدولية أيمن زيدان، محامي عائلات الشيخ جراح، مساء الإثنين، بعد تأكد الأنباء التي تتحدث عن تقديم موقف بالموافقة على التسوية التي طرحتها المحكمة العليا الإسرائيلية في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهي التسوية المخادعة التي تهدف لتقويض قضية الحي والتي سبق للمؤسسة أن بينت مخاطرها القانونية والوطنية وأوضحت الرفض القاطع لها.

وأرسلت المؤسسة عقب الاتصال رسالة توضح فحوى الموقف إلى المحامي سامي أرشيد ونسخة منها للمحامي حسني أبو حسين هذا نصها:

عطفاً على مكالمتنا التي تمت مساء اليوم 1-11-2021، وبين يدي انتهاء المهلة المحددة لتسليم الإجابة على التسوية المقترحة من محكمة الاحتلال المسماة "العليا"، فقد أوضحنا لكم بأننا نتابع ما يجري عن كثب وبالتفصيل، وبأن الاستعداد لتسليم موقف عن سبعة من عائلات من حي كرم الجاعوني في الشيخ جراح بالموافقة على التسوية هو أمر يخالف الإجماع الوطني، ويهدد بتقويض قضية الحي سياسياً وجماهيرياً وإعلامياً، ويلقي بظلال ثقيلة على مصير بقية العائلات، وعلى مصير أهالي سلوان الذي تواجه ستة أحياء منه خطر التهجير.

إن محاولة بناء مقولات فضفاضة في قضية مصيرية وطنياً وعربياً وإسلامياً كالشيخ جراح تمس مئات الملايين من أمتنا أمر لا يمكن تمريره، وإن التعامل بسرية مع عرض المحكمة وكل تفاصيله منذ شهرين هو محل تساؤل كبير من طرفنا في مؤسسة القدس الدولية التي تمثل أكبر إطار شعبي عربي وإسلامي تأتلف في إطارها شخصيات تمثل الحركات القومية والإسلامية، وحركات المقاومة على اختلاف جنسياتها وأطيافها، والأمة العربية بطوائفها والأمة الإسلامية بشعوبها.

لقد كان حي الشيخ جراح منطلقاً لحربٍ بُذلت فيها الدماء، وقُدمت فيها التضحيات، وهُدمت لأجلها أبراج وفقدت لأجلها مئات العائلات مأواها إلى غير رجعة؛ ومحاولة اختزالها بأنها قضية ملكية شخصية تمس العائلات هو تسطيح واختزال وتقزيم يسهم في تفريغ هذه التضحيات الجسام من معناها.

إننا نتفهم أن العائلات في الحي تحت الضغط، وأمام تهويل الاحتلال وتضييقه، وإغراءات المحكمة، قد تتعب من طول المواجهة أو تضعف عزيمتها للحظة كأي إنسان في عين العاصفة، وواجبكم وواجبنا في هذه المرحلة هو أن نقف إلى جانبهم ونسند أكتافهم، وإحاطة قضيتهم بالسرية لإعادتها إلى خانة القرار الشخصي والذهاب به خلسة عن القوى الوطنية للمحكمة مرفوضٌ جملة وتفصيلاً.

وإذا كان هذا التفهم يجري على أهل الحي، فإنه لا يجري عليك كمحامٍ صاحب معرفة وخبرة ودراية بمحاكم الاحتلال وأساليبها، ولا يخفى عليك بكل موضوعية وعقلانية استهداف ماكينة القضم والضم لدى الاحتلال للشيخ جراح بكل أجزائه، وأن أي تسوية تبقى في هذا السياق ولا تخرج عنه.

في الختام، نقول لك أخ سامي بكل وضوح وبما نمثل، بأن الإجماع الوطني والعربي والإسلامي قد قام على رفض كل تسويات الاحتلال وطروحاته كما عبرت عنه عشرات المواقف خلال الشهور الماضية، وإن خروجك عن هذا الإجماع يحملك المسؤولية الوطنية والأخلاقية والقانونية على المستوى الشخصي، ونؤكد لكم بأن هذه القضية لن تمر إن حصلت لا سمح الله، وإننا لنرجو أن يبقى رصيدك نظيفاً، ورايتك بيضاء، وأن تكون أميناً على موقعك كمحامٍ تمثل أهل الحي في الجانب القانوني فقط، ولست قائد معركتهم، ولا صاحب قرار فتح النار فيها.

لقد كانت قضية الشيخ جراح مثالاً للاستجابة الوطنية والعربية والإسلامية والدولية، ولم يُترك أهل الحي لوحدهم رغم صعوبة المواجهة، ولن يتركوا بإذن الله، وقد اتصل الأخ إسماعيل هنية في 26-10-2021 بعائلات الحي وأعطاهم ضمانة المقاومة، كما أكد الأخ خالد مشعل في 27-10-2021 بأن ما حصل في 28 رمضان يتكرر وسيتكرر، وهذا التزام لا يسمح بالاحتجاج بأنكم تُركتم وحدكم بأي حال.

نتطلع إلى رفض مقترحات المحكمة غداً، ووقف التعاطي مع أي مقترحات منها، ومواصلة خوض الصراع كما يجب أن تواصَل، ونحن معكم وإلى جانبكم وكذلك شعبكم وأمتكم، فلا تبيعوا تضحياتهم بثمنٍ بخس.