تفاصيل مخطط لبناء 104 وحدات استيطانية جديدة جنوبي القدس

تفاصيل مخطط لبناء 104 وحدات استيطانية جديدة جنوبي القدس

زمن برس، فلسطين:  تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي البدء قريبًا في مخطط لبناء 104 وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة "جيلو" جنوب غربي القدس المحتلة.

وبحسب القناة "السابعة" العبرية، فإن مجموعة "كارتا" الإسرائيلية للمشاريع العقارية ستبدأ قريبًا ببناء هذه الوحدات، بعد أن اشترت قطعة في وسط المستوطنة، والتي ستتضمن مشروع تجاري بالمكان.

وأوضحت أن هذه الوحدات الاستيطانية الجديدة "ستطل على محور السكك الخفيفة، ما سيجعله مشروعًا مهمًا واستراتيجيًا بالنسبة للمستوطنين".

ونقلت القناة عن رئيس مجلس إدارة مجموعة "كارتا" أميشاي نيمان قوله: "هذا موقع سكني شهير للغاية، على الخط الأزرق للسكك الحديدية الخفيفة، في واحدة من أعلى النقاط في المدينة مع إطلالة خلابة على القدس، مما يجعله من أكثر المشاريع الاستراتيجية".

وعن تفاصيل المخطط الاستيطاني، قال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب لوكالة "صفا"، إن الشركة الإسرائيلية ستبدأ قريبًا العمل بالمخطط، بعدما انتهت من وضع المخططات والخرائط الهندسية، وتهيئة البنية التحتية لإقامة تلك الوحدات الاستيطانية.

وأوضح أن تكلفة المشروع تصل إلى نحو 6 ملايين شيكل، ويتضمن مراكز تجارية ووحدات سكنية وخدمات لصالح المستوطنين.

وأشار إلى أن مثل هذه المشاريع الاستيطانية تتم بمواقفة حكومة الاحتلال وبلديتها، ووزارة الإسكان، وغيرها من المؤسسات المعنية في شؤون الاستيطان، علمًا أن شركة "كارتا" معنية ببناء المستوطنات وتوسيع الاستيطان في القدس.

وتعتبر المنطقة المستهدفة بالمخطط الاستيطاني من أهم المناطق الفلسطينية وأجملها، وهي منطقة حرجية وجبلية، قريبة من بلدة بيت صفافا، ومطلة على محافظة بيت لحم وبيت جالا، وصولًا إلى قرية الولجة المستهدفة بالتهويد والاستيطان.

وأضاف أن الاحتلال يهدف من وراء بناء الوحدات الاستيطانية ليس لحاجة المستوطنين للسكن، وإنما الهدف إحلالي وللسيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية في القدس، وتغيير الوجه العام للمدينة، وبناء المزيد من المستوطنات.

ويسعى الاحتلال-وفقًا لأبو دياب- لإيجاد حزام أمني استيطاني يبدأ من مستوطنة "جيلو"، وصولًا إلى مستوطنة "جبل أبو غنيم" جنوبًا، ومستوطنة "معاليه أدوميم" شرقًا، ومشروع "E1"، ومستوطنات شمال القدس "آدم، جيفع، وعطروت- قلنديا".

واعتبر أن إقامة تلك الوحدات الجديدة من شأنه أن يُشكل جسرًا للوصول إلى أراضي قرية الولجة ومحيط بيت لحم.

وبين أن "إسرائيل" تريد محاصرة القدس وفصلها عن الضفة الغربية، لعدم إمكانية أن تكون جزءًا من أي حل مستقبلي، ولتغيير وجهها الحضاري، وزرع مزيد من الأراضي بالمستوطنات، رغم أنها مخالفة للقانون الدولي.

وبحسب أبو دياب، فإن هذه الممارسات والإجراءات الاحتلالية تأتي ضمن الحرب الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال على المدينة المقدسة وسكانها وأراضيها ومعالمها الإسلامية.

وذكر أن 18 ألف و500 وحدة استيطانية تم المصادقة عليها في القدس منذ بداية العام الجاري 2021، بعضها بدأ العمل في تنفيذها.

ولفت الباحث في شؤون القدس إلى أن أعدادًا كبيرة من المستوطنين يرغبون في العيش بالمدينة، وذلك لأسباب أيدولوجية وسياسية ودينية.

وأكد أن الاحتلال يحرم المقدسيين من أراضيهم والانتفاع منها، رُغم أنهم يعانون أزمة خانقة في السكن، كما يمنع التجمعات السكانية من التمدد العمراني، في المقابل يسمح للمستوطنين باستخدام هذه الأراضي.