ناصر القدوة لـ"MEE": أجهزة أمنية فلسطينية ترتبط بإسرائيل

ناصر القدوة لـ"MEE": أجهزة أمنية فلسطينية ترتبط بإسرائيل

زمن برس، فلسطين:  قال القيادي البارز السابق في حركة فتح، ناصر القدوة، إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية مرتبطة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، وإن ما يجري بين السلطة والاحتلال ليس تنسيقا أمنيا فحسب، بل تناقض واضح مع المصالح الوطنية الفلسطينية.

وفي لقاء له على موقع "ميدل إيست آي" قال القدوة إن كلام نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بأن التعاون الأمني مع إسرائيل هو من إجراءات السيادة الفلسطينية، مؤسف، وإن استمرار الوضع كما هو عليه من شأنه أن يفضي إلى مزيد من النكبات للشعب الفلسطيني.

وحول القيادة الفلسطينية الحالية، قال القدوة إن الوضع في فلسطين بحاجة إلى تغيير على مستوى الشخصيات والسياسات والمواقف.

وفي ما يأتي فحوى الحوار كاملا بين القدوة وبين الكاتب البريطاني ديفيد هيرست:

قال القدوة في في مقابلة أجريت معه قبيل بدء سريان مفعول الاتفاق على وقف الجولة الحالية من القتال في ساعة مبكرة من يوم الجمعة، إن "مجرد التوصل إلى نوع من وقف إطلاق النار في غزة لن يجدي نفعا".
 
وأضاف: "لن يحل وقف إطلاق النار جميع المشاكل، ولسوف نرى على الأغلب المزيد من نفس الأمر، المزيد من الأوضاع الملتهبة والمزيد من المواجهات، وربما أيضاً مواجهة أخرى في غزة، أو بين غزة وإسرائيل نفسها".
 
وقال القدوة، نجل شقيقة الزعيم الفلسطيني السابق ياسر عرفات، إن أحداث الأسبوعين الأخيرين أثبتت بلا ريب الحاجة إلى إصلاح القيادة الفلسطينية.
 
ورداً على سؤال عن ما إذا كان محمود عباس لا يزال الرجل المناسب لمنصب الرئيس بعد أن قرر تأجيل الانتخابات الفلسطينية والتي كان من المقرر إجراؤها هذا الشهر، أجاب القدوة:
 
"حسناً، لا أحب أن أشخصن الأمور، ولكنني أعتقد أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، فنحن بحاجة إلى التغيير، والتغيير من وجهة نظري يعني تغيير الأشخاص، والشخصيات، تغيير السياسات، وكذلك تغيير المواقف. إن استمرار الوضع الذي نحن عليه الآن من شأنه أن يفضي إلى مزيد من المشاكل ومزيد من النكبات للشعب الفلسطيني".
 
 
وكان القدوة، الذي شغل في السابق منصب ممثل فلسطين في الأمم المتحدة ثم وزير الخارجية، قد جرد من عضويته في حركة فتح في شهر آذار/ مارس عندما رفض الانضواء ضمن قائمة انتخابية واحدة تمثل جميع المرشحين من حركة فتح.
 
وكان القدوة عضواً في اللجنة المركزية للحركة حينما تم طرده منها، ويصف نفسها بأنه "فتحاوي حتى النخاع".
 
وقال القدوة في مقابلته مع موقع "ميدل إيست آي" إنه لم يعترف بشرعية الإجراء الذي اتخذته اللجنة، وتوقع ألا يكون طرده "نهاية الحكاية".
 
وقال: "ما نراه الآن ليس فقط من وجهة نظري الشخصية، فهذه ليس فتح التي نعرفها".
 
وقال القدوة إنه يعتقد بأن مروان البرغوثي، القيادي الفتحاوي المعتقل والذي انضمت زوجته وأصدقاؤه إلى قائمته المنافسة، واسمها قائمة الحرية، كان سيطيح بمحمود عباس من منصب الرئاسة لو أن الانتخابات التشريعية والرئاسية مضت كما كان مقرراً لها.
 
وأضاف: "لا يساورني أدنى شك بأنه في ما يتعلق بالانتخابات التشريعية، فقد كانت قائمة الحرية ستحصد أرقاماً عالية وربما حصلت على نتائج مفاجئة. وليس لدي أدنى شك كذلك في أنه لو نافس مروان البرغوثي على الرئاسة لفاز بها".
 
يذكر أن البرغوثي، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في أحد السجون الإسرائيلية بتهمة التخطيط لهجمات أثناء الانتفاضة الثانية، تم نقله مؤخراً إلى سجن أيالون في رام الله، وهو سجن معروف بإجراءات الحراسة المشددة فيه.
 
وهاجم القدوة نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم عباس، الذي زعم مؤخراً أن التعاون الأمني مع إسرائيل إنما هو إجراء من إجراءات "السيادة الفلسطينية وغايته الدفاع عن شعبينا".
 
وقال القدوة إن ما يجري الآن هو أسوأ بكثير من مجرد التنسيق.
 
وأضاف: "للأسف بعض من أجهزتنا الأمنية مرتبطة بالأمن الإسرائيلي، ولذلك من الصعب أن نسمي ما يجري تنسيقاً. وفي كل الأحوال هذا ليس حقاً سيادياً، بل هو شيء يقوم به بعضنا في تناقض مع المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني".
 
"حماس" ليست العدو
 
وأقر القدوة، المعروف بانتقاده اللاذع لحركة حماس، بأن الحركة تحظى بشعبية في الضفة الغربية، مشيراً إلى ظهور رايات حماس ورايات فتح معاً في المظاهرات التي نظمت مؤخراً في نابلس.
 
وقال في حديثه مع موقع "ميدل إيست آي" إنه "من غير المقبول" اتهام حماس بإشعال فتيل الاقتتال الأخير من خلال إطلاق وجبة من الصواريخ باتجاه القدس، أو القول بأن الصراع الحالي بدأ بهجمات شنها الفلسطينيون على الإسرائيليين.
 
وكانت حركة حماس قد أطلقت عدداً من الصواريخ من غزة بعد أن رفضت إسرائيل الامتثال لتحذير الحركة لها بأن عليها سحب قواتها من المسجد الأقصى، حيث كانت هذه القوات تهاجم المحتجين والمصلين الفلسطينيين. وعقب ذلك شنت إسرائيل ضربات جوية على غزة.
 
وقال القدوة في ذلك: "إن السياسات الإسرائيلية المستمرة منذ زمن طويل، جميع السياسات السلبية والفظيعة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في كل مكان، هي في واقع الأمر ما أدى إلى الوضع الحالي وإلى رد الفعل الموحد من كل أطراف الشعب الفلسطيني في كل مكان. وهذا يشمل، بالمناسبة، الناس في الشتات خارج فلسطين، وخارج المنطقة، وها نحن نرى المظاهرات في كل يوم، ونرى النشاطات التضامنية من قبل الجاليات الفلسطينية، بالإضافة إلى أصدقائهم وأصدقائنا في كل مكان في العالم".

وقال القدوة إنه كانت له خلافات مع "حماس" ولكنه لم يعتبرها يوماً العدو.
 
وأضاف: "لقد دفعت بقوة باتجاه تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام. للأسف، لم أعتقد أن الصفقة الأخيرة بين حماس وفتح – أو الصفقة بين جزء من حماس وجزء من فتح – كانت كفيلة بالاقتراب بنا من إنهاء الانقسام".
 
وقال القدوة إن استعادة الوحدة تعتمد على ثلاثة عناصر – عودة غزة إلى المنظومة السياسية والإدارية الفلسطينية، و"المشاركة الحقيقية" في نظام سياسي مفتوح للجميع بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية، وبرنامج سياسي مشترك.
 
وقال القدوة إن ثمة حاجة إلى كيان أو مؤسسة يمكن الوثوق بقدرتها على تنفيذ هذه الصفقة.
  
وقال إن صفقات التطبيع التي أبرمتها مؤخراً دول عربية – بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين – مع إسرائيل لم ينجم عنها فقط تقويض مبادرة السلام العربية، التي تعهدت برفع المقاطعة الدبلوماسية والتجارية لإسرائيل بعد انسحابها من المناطق المحتلة.
 
وقال القدوة: "ما فعلوه هو تطبيع العلاقات بدون انسحاب".
 
وشكك القدوة بما ترجو تلك الدول العربية كسبه من إسرائيل. وقال إن التطبيع ما كان ليحمي المملكة العربية السعودية من الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف مرافق أرامكو، في إشارة إلى الهجمات الأخيرة التي استهدفت المملكة من قبل المليشيات الحوثية في اليمن.
 
وأضاف: "أظن أنهم ارتكبوا خطأ، وهذا الوضع غير قابل للاستمرار. وبالمقابل، أظن أننا بحاجة إلى حوار، حوار صريح مع أشقائنا العرب. نحتاج إلى أن نستعيد احترامهم، وأن نقول لهم الحقيقة. ونحتاج إلى أن نحاول مرة أخرى تشكيل موقف مشترك يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني".