الاحتلال يتوقع تصاعد التوتر الأمني في الضفة والقدس

الاحتلال يتوقع تصاعد التوتر الأمني في الضفة والقدس

زمن برس، فلسطين:  رجح تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي والشاباك في عملية إطلاق النار عند حاجز زعترة، جنوبي نابلس والتي أصيب فيها ثلاثة مستوطنين أمس، الأحد، نُفذت بإطلاق نار من مسدس، وأن منفذها عمل بمفرده، وربما كان برفقته شخص آخر في السيارة. وذكرت مصادر طبية أن جراح اثنين من المستوطنين حرجة وخطيرة، فيما جراح الثالث متوسطة.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن المصابين هم طلاب معهد ديني، كانوا يقفون في محطة للحافلات، فيما كانت قوات من جيش الاحتلال تحرس المكان، الذي نُصبت فيه كاميرات. "وفي معظم العمليات من هذا النوع التي جرت في السنوات الأخيرة، يتم القبض على المنفذ بعد وقت قصير".

وتابع هرئيل أن قوات الاحتلال تتوقع أن منفذ العملية قد ينفذ عملية أخرى، في الفترة القريبة المقبلة، وأثناء مطاردته، وأن هذا الاحتمال "يعزز احتمال انتخاء مطاردته بتبادل إطلاق نار".

واستشهدت، أمس، فهيمة الحروب (60 عاما) من قرية حوسان، بعدما أطلق جنود الاحتلال النار عليها من مسافة قريبة بادعاء أنها كانت تعتزم تنفيذ عملية طعن. وأظهر مقطع فيديو الحروب تحمل سكينا وتقترب من الجنود الذين يوجهون إليها بنادقهم. وكان واضحا أنه بالإمكان إنهاء الحدث من دون إطلاق نار وإصابات، لكن الجنود أطلقوا عليها رصاصتهم القاتلة.

وفي موازاة ذلك، يتصاعد التوتر في القدس المحتلة، بعد إعادة الشرطة الإسرائيلية الحواجز إلى منطقة البلدة القديمة، إلى جانب عزم الاحتلال إخلاء عائلات مقدسية من بيوتها في الشيخ جراح وهدمها.

 

وأشار هرئيل إلى أن هذه الأحداث تأتي في توقيت حساس، وأن الأسبوعين المقبلين مشحونان من الناحيتين السياسية والدينية، بسبب ليلة القدر وذكرى النكبة وعيد البواكير اليهودي، "والجيش الإسرائيلي يأمل ألا تتطور موجة عمليات تقليد ترافق الأيام الأخيرة من شهر رمضان".

وبحسب هرئيل، فإن "الأحداث في الضفة والقدس لا تؤثر حتى الآن على مجرى الأمور في قطاع غزة. وغضب حماس بسبب إعلان رئيس السلطة، محمود عباس، عن تأجيل الانتخابات التشريعية لا ينعكس بأعمال عنف ضد إسرائيل".

وأضاف هرئيل أن حماس لن تنفذ هجمات ضد إسرائيل بسبب حادث جبل الجرمق، "فهي لن تستفز إسرائيل في الوقت التي تدفن فيه أموات سقطوا في كارثة جماعية، تحسبا من دفع الجيش الإسرائيلي إلى رد شديد، كما أن السفير القطري سيحضر الأسبوع الحالي إلى القطاع حاملا المساعدات المالية".

واعتبر محللون عسكريون آخرون أن أحداث الأمس هي بداية لموجة تصعيد أمني في الضفة الغربية. وحسب المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، فإنه الجيش الإسرائيلي يدعي أن تأجيل الانتخابات التشريعية من شأنه ألا يشعل الوضع في القدس فقط، وإنما الضفة الغربية كلها، فيما يقدر الشاباك أن جميع الفصائل الفلسطينية ستركز على القدس وتحاول إشعال الوضع فيها فقط.

وأضاف يهوشواع أن تقديرات الجيش الإسرائيلي والشاباك تشير إلى أن التوتر سيتصاعد في الفترة المقبلة، وأن عملية إطلاق النار عند حاجز زعترة، أمس، نفذته خلية محلية "والتخوف في الشاباك هو أن تكون هذه عملية إيحاء لخلايا أخرى تقوم بتقليدها".

وأشار المحلل العسكري في موقع "واللا" الإلكتروني، أمير بوحبوط، إلى أن عملية إطلاق النار لم تفاجدئ الجيش الإسرائيلي، وأن قائد المنطقة الوسطى، تمير يدعي، حذر من أن عدة أحداث ستؤثر على الوضع الأمني: "التوتر حول الحرم القدسي وباب العمود، الذي سنعكي بشكل مباشر على الضفة الغربية؛ شهر رمضان الذي يرافقه توتر أمني؛ قضية الانتخابات التشريعية والوضع الاقتصادي الصعب ومكافحة السلطة الفاشلة لكورونا".