تحليل إسرائيلي: حماس تتعزز وفتح تضعف قبل الانتخابات التشريعية

زمن برس، فلسطين:  يقدر مسؤولون أمنيون كبار في إسرائيل أن الانتخابات البرلمانية الفلسطينية ستعزز قوة حماس في الضفة الغربية، الأمر الذي سيضر بشدة بمصالح إسرائيل الأمنية.

وتستعد حماس كما باقي الفصائل الفلسطينية لقائمة موحدة قبل الانتخابات، في حين أن الانقسام في حركة فتح يتزايد، وقيادة محمود عباس ما زالت تتعرض للتحدي.

وبحسب الاعلام العبري، فإن مسؤولون أمنيون في إسرائيل يعبرون عن قلقهم البالغ إزاء تقوية حركة حماس في الضفة الغربية نتيجة الانتخابات البرلمانية الفلسطينية المقبلة في 22 مايو، والتي أكملت حماس انتخاباتها الداخلية بشكل شبه كامل. المكتب السياسي للحركة سيكتمل قريبًا وبعد ذلك ستقف الحركة كجبهة موحدة لاقتحام الانتخابات البرلمانية.

حماس استكملت قائمتها للانتخابات النيابية، وسيرأس القائمة خليل الحية نائب يحيى السنوار في قطاع غزة، ويبلغ عددها 53 فقط.

من جهته، قال المحلل السياسي يوني بن مناحيم، إن قيادة حماس تريد إعادة تحقيق انتصارها الكبير على حركة فتح في انتخابات 2006 البرلمانية.

وحسب بن مناحيم، فإن قيادة حماس في الداخل والخارج تريد المشاركة في الانتخابات البرلمانية ولاحقًا في المجلس الوطني الفلسطيني (MLP) لدخول منظمة التحرير الفلسطينية كمرحلة وسيطة في الطريق في المستقبل.

ويتابع، هذه هي استراتيجية حماس لاحتلال البؤر الاستيطانية تدريجياً في الساحة السياسية الفلسطينية عبر "عمليات ديمقراطية" لاكتساب شرعية في الشارع الفلسطيني يمكن الاستفادة منها حتى تتحقق الأهداف على طول الطريق.

ويؤكد المحلل الإسرائيلي، أن إسرائيل قلقة للغاية بشأن ما يحدث على الأرض، ويقول مسؤولون أمنيون كبار إن تعزيز حماس المتوقع للضفة الغربية سيضر بشدة بمصالح إسرائيل الأمنية.

يذكر أن القيادة السياسية الإسرائيلية أرسلت رئيس الشاباك نداف أرغمان إلى لقاء رئيس السلطة محمود عباس في رام الله الذي طالبه بإلغاء أو تأجيل الانتخابات في ضوء التعزيز المتوقع لحماس في الضفة الغربية، ورفض رئيس السلطة الفلسطينية الطلب الإسرائيلي. لكن الرسالة استوعبت وقررت فتح عدم الترشح لقائمة موحدة مع حماس في الانتخابات النيابية.

رسالة إسرائيلية للسلطة الفلسطينية:

في نهاية الأسبوع الماضي، أرسلت إسرائيل رسالة أخرى إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حول استيائها من عملية الانتخابات البرلمانية.

وبحسب مصادر بارزة في فتح، فإن إسرائيل رفضت طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس السماح لممثله، حسين الشيخ، بالدخول مرة أخرى إلى سجن "هداريم" للقاء الأسير مروان البرغوثي، المحكوم عليه بخمسة أحكام بالسجن المؤبد. ومحاولة الاتفاق معه على ترشح حركة فتح للانتخابات النيابية.

والتقى حسين الشيخ الشهر الماضي في سجنه مع مروان البرغوثي بعد موافقة إسرائيل وأحضر معه اقتراحًا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حتى لا يترشح البرغوثي في ​​الانتخابات البرلمانية على قائمة مستقلة ويضعف قوة حركة فتح ضدها.

وبحسب مصادر فتح، فإن عرض رئيس السلطة الفلسطينية تضمن دفع مليوني دولار لعائلة البرغوثي كتعويض عن سجنه في السجن الإسرائيلي، وإعطاء البرغوثي الحق في وضع 10 من مساعديه في أماكن واقعية على قائمة فتح للانتخاب مقابل لا يترشح في قائمة مستقلة للمنافسة في قائمة فتح.

البرغوثي لم يرد بعد على اقتراح رئيس السلطة الفلسطينية، لكن محمود عباس مصمم على تحييد سلطته السياسية، كما طردها منها الدكتور ناصر القدوة، ابن شقيقه ياسر عرفات ومحمد دحلان.

الانقسام في حركة فتح يقلق بشدة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تهديدات 3 من مسؤولي فتح: مروان البرغوثي ومحمد دحلان وناصر القدوة بالترشح على قوائم مستقلة خارج حركة فتح تضعف الحركة بشكل كبير وتقوي حماس في المعركة.

لذلك، لا يعقل أن يكون رئيس السلطة يخطط بالفعل للانسحاب من فكرة إجراء الانتخابات خوفًا من أن يتم تسجيل ذلك على أنه هزيمة سياسية أخرى لحركة فتح تحت قيادته.

وقدر مسؤول حماس موسى أبو مرزوق الليلة الماضية أن فرص إلغاء الانتخابات النيابية تبلغ 40 في المائة، كما قدر أنه في حالة اجراء الانتخابات الرئاسية فإن مروان البرغوثي سيهزم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.