بايدن في خطاب الفوز: أتعهد بتوحيد أميركا بالداخل وجعلها محترمة بالخارج

بايدن في خطاب الفوز: أتعهد بتوحيد أميركا بالداخل وجعلها محترمة بالخارج

زمن برس، فلسطين:  تعهد الديموقراطي جو بايدن مساء السبت توحيد الأميركيين والسعي إلى رأب الصدع في البلاد، بعد فوزه على الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات التي جرت الثلاثاء.

وقال بايدن في خطاب إعلان النصر متوجها إلى أنصاره الذين احتشدوا في الهواء الطلق في مسقط رأسه ويلمنتغون بولاية ديلاوير "حان وقت الشفاء في أميركا (...) أتعهد أن أكون رئيسا لا يسعى إلى التقسيم بل إلى التوحيد"، في تناقض مع السياسة التي انتهجها ترامب طوال السنوات الأربع الماضية.

وإذ أقر بايدن بأن أنصار ترامب أصيبوا بخيبة أمل من جراء فوزه، قال "هؤلاء ليسوا أعداءنا. إنهم أميركيون"، متعهدا من جهة أخرى "جعل أميركا محترمة في العالم مجدّداً".

وأعلن الرئيس الأميركي المنتخب أنه سيشكل اعتبارا من الإثنين خلية أزمة خاصّة بفيروس كورونا المستجد، تضم علماء وخبراء، لمواجهة التحدي الأبرز الذي ستجد إدارته نفسها أمامه منذ اليوم الأول لولايته.

وشكر بايدن الناخبين على منحه "فوزا راسخا" في الانتخابات الرئاسية وقال بايدن في خطابه "أيها الأصدقاء، شعب هذه الأمة قال كلمته. لقد أعطونا فوزا صريحا، فوزا راسخا".

هاريس: انتخاب بايدن رئيسا هو "يوم جديد لأميركا"

من جانبها، أعلنت نائبة الرئيس الأميركي المُنتخب كامالا هاريس أن انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة يمثل "يوما جديدا لأميركا".

وقالت هاريس في خطاب إعلان النصر متوجهّة إلى أنصارها الديموقراطيين الذين احتشدوا في الهواء الطلق إنه "في الوقت الذي كانت فيه ديموقراطيّتنا نفسها على المحك في هذه الانتخابات، وروح أميركا على المحك أمام عيون العالم أجمع، فقد دشنتم يوماً جديدا لأميركا".

وهاريس أول امرأة تنتخب نائبة لرئيس الولايات المتحدة، قالت في خطابها إنها "لن تكون الأخيرة" التي تشغل هذا المنصب، موجهة التحية إلى "أجيال النساء" اللواتي "مهدن الطريق لها".

وأعلنت وسائل إعلام أميركيّة فوز المرشّح الديمقراطي، بايدن، برئاسة الولايات المتحدة الأميركيّة، في الوقت الذي جدّد فيه ترامب، إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسيّة.

وبعد أربعة أيام من التقّدم، أعلِن عن فوز بايدن بولايتي نيفادا وبنسلفانيا نهائيًا، وهو الحد المطلوب للفوز بالرئاسة، بفضل أصوات ولاية بنسيلفانيا. ولأوّل مرة في تاريخها، انتخبت الولايات المتحدة امرأة لنيابة الرئاسة هي كامالا هاريس (56 عاما) التي ستكون كذلك أول امرأة سوداء تتولى هذا المنصب.

ومن المقرّر أن يوجّه بايدن خطابا فجر الأحد.

وقال بايدن في تغريدة على تويتر للأميركيين: "شرّفتموني باختياري لقيادة دولتنا العظيمة.. العمل أمامنا سيكون صعبًا لكنني أعدكم أن أكون رئيسًا لكل الأميركيين".

ووسائل الإعلام التي أعلنت فوز بايدن هي "سي إن إن" و"فوكس نيوز" و"إن بي سي" وصحيفتا "نيويورك تايمز" و"غارديان" و"واشنطن بوست"، ووكالتا الأسوشياتد برس وبلومبيرغ. وجاء قرار وسائل الإعلام هذه بعد حسم بايدن بنسلفانيا لصالحه نهائيًا.

وشوهد الرئيس الأميركي، الذي رفض نتائج الاقتراع وهو يلعب الغولف في ملعبه الخاصّ، قبل أن يعود لاحقًا إلى البيت الأبيض دون الإدلاء بأية تصريحات.

بينما كتب ترامب في تغريدة "لقد فزت في هذه الانتخابات بشكل كبير"، ولاحقًا كتب تغريدات عديدة تحدّث فيها عن أخطاء في فرز الأصوات.

النيويوركيّون يرقصون فرحًا

وبعد الإعلان عن فوز بايدن، خرج النيويوركيون بأعداد غفيرة إلى الشوارع السبت لإبداء فرحهم، فبكوا وقرعوا على أوانٍ وأطلقوا أبواق السيارات هاتفين "ترامب انتهى".

وفور تلقى الناس الخبر على هواتفهم النقالة، عمّت مشاهد الفرح المدينة التي يتحدر منها ترامب، والتي لطالما نبذه معظم سكانها.

وبعد دقائق قليلة، ضجت شوارع حي مانهاتن بالصيحات وأبواق السيارات، وخرج السكان إلى الشوارع والشرفات وراحوا يقرعون بمعظمهم على أوانٍ مطبخية، مذكرين بمشاهد تكريم الطواقم الطبية عند اشتداد الموجة الأولى من وباء كورونا، في الربيع الماضي.

وتقاطر الآلاف عفويا تحت شمس مشعة ودرجات حرارة أقرب إلى الصيف، إلى نقاط إستراتيجية مثل مستديرة "كولومبوس سيركل" ومشارف منتزه سنترال بارك وساحة تايمز سكوير وكذلك أمام برج ترامب حيث مقر منظمة ترامب على الجادة الخامسة، حيث كان ترامب يقيم حتى انتقاله إلى واشنطن عام 2016.

وذكر مقرّبون من ترامب أنه يعيش حالة إنكار لنتائج الانتخابات وأنه يرفض الإقرار بفوز بايدن ولم يعدّ خطابًا لإعلان خسارته كما جرت العادة.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين مطّلعين على الأمر، اليوم السبت، أن الرئيس ترامب أبدى أمس الجمعة إشارات قليلة إلى استعداده للاعتراف بالهزيمة، ما ترك المحيطين به متسائلين عمّن يمكنه أن يتعامل مع شخص لم يفكّر يومًا في ترك البيت الأبيض.

ومع أنّ نتيجة التصويت شبه النهائيّة تشير إلى خسارته، إلا أن ترامب لم يحضّر بعد خطاب الإقرار بالهزيمة (الذي يلقى عادةً في ليلة صدور النتائج)، وقال في محادثات لحلفائه خلال الأيام الأخيرة أن "لا نيّة لديه" للإقرار بهزيمته في الانتخابات، بحسب "سي إن إن".

ودعم موقفَ ترامب كبار مستشاريه وأبناؤه البالغون، الذين بدأوا جهودًا هجومية في المحاكم في محاولة لتحدّي النتائج والضغط على جمهوريّين آخرين للدفاع عن موقف ترامب.

ولم يحاول كبار مستشاري ترامب، بما في ذلك رئيس الموظفين، مارك ميدوز، مصارحة ترامب بحقيقة ما الذي يحدث، وبدلا من ذلك، غذّوا ادعاءه بأنّ الانتخابات سرقت منه. وأدّت هذه التصرفات إلى انزعاج بين أفراد الطاقم الذين يعتقدون أن ميدوز يغذّي ادعاء الرئيس الذي لا أساس له بأنّ الانتخابات غير شرعيّة، وفق "سي إن إن".

أمّا نائب الرئيس، مايك بنس، الذي لم يُرَ من الساعات المبكرة من صباح الأربعاء، فيقوم هو الآخر باسترضاء ترامب عبر طلب تبرعات لصندوق دفاعه القانوني.

وذكرت "سي إن إن" أن ترامب قضى صباح الجمعة غاضبًا ومحبطًا ويشاهد التلفاز الذي يستحوذ على بثّه أشخاص لا يدافعون عن موقفه.